فهد بن جليد
يُقال جيل (عاصفة الصحراء)، وجيل 73م، إلى غير ذلك من التعريفات لجيل (حقبة زمنية)، عايش أحداثاً مهمة، سجل خلالها مواقف يذكرها له التاريخ، واليوم ونحن نعيش ملحمة بطولية جديدة يقودها جنودنا البواسل، ماذا عسانا أن نقول عن جيل (عاصفة الحزم)؟!.
ثلاثة عشر يوماً مرت من عمليات (عاصفة الحزم)، بان خلالها (معدن شبابنا) الأصيل، عندما وقفوا مُتلاحمين خلف قيادتهم ووطنهم، فهم بين بطل يذود عن حياض الوطن، وبين جندي يحرس ممتلكاته، وبين شباب (واع مدرك) لتلك المثبطات والمحبطات التي يروج لها المُفلسون عبر وسائل الإعلام الرخيصة، مستذكرين قول الشافعي:
جزى الله الشدائد كل خير
عرفتُ بها صديقي من عدوي
لقد كانوا ومازالوا (نموذجاً رائعاً) للشاب المسلم العربي الأصيل، الذي يفخر بوطنه وقيادته، لتتكسر على صخرته كل (أحلام الطامعين)، وتنكشف حيل دعاة الفرقة والضلال، ومروجي الإشاعات في تويتر وغيره، ممن كانوا يراهنون على زرع الفتنة بين (الشباب والوطن) في مثل هذه الظروف بتغريدات وهاشتاقات وأخبار مُختلقة، لأن الشباب السعودي أصلب إرادة، وأمضى عزيمة، من أولئك المُرجفين، مهما حاولوا التشكيك في قدرتنا وقوتنا، وسلامة موقفنا في الدفاع عن الجار وإعادة شرعيته، وحماية الأمة ومقدساتها من أطماع المعتدين!.
إن شعور شبابنا الصادق (بهموم الأمة)، وتعاملهم (الراقي جداً) والحذر مع الأحداث، رغم كل ما يُحاك ويُنسج بقصد الفرقة والتشكيك، (مفخرة) تستحق من الباحثين والدارسين والمنشغلين بالأبحاث العلمية والاجتماعية (سبر أغوار) هذه (الحالة المتفوقة) والمنسجمة، التي يعيشها (شباب السعودية) اليوم وسط هذه الأزمة، وأحداثها، ومتغيراتها المُتسارعة، خصوصاً أنها (الحرب الأولى) التي نخوضها ونحن نعيش (ثورة معلوماتية) عالمية، تتسابق فيها التقنيات ووسائل التواصل في نقل الأحداث، وتشكيل الرأي العام للشعوب؟!.
من حق الأجيال السعودية القادمة أن تحتفظ (بالصورة المُشرفة) لشباب اليوم الذين عايشوا الحرب وفصولها حتى النصر - بإذن الله - مسطرين أروع معاني البطولة والشموخ (خلف قيادتهم)، وقراراتها الصائبة في الدفاع عن الأمة ومقدراتها، مثلما سيسجل التاريخ بكل (فخر واعتزاز) موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المُشرف، الذي أعاد به (للامة العربية والإسلامية) هيبة الأفعال لا الأقوال!.
هكذا كان جيل (عاصفة الحزم)، عند الوعد، مُلبين النداء، ومستعدين للتضحية والفداء (دفاعاً) عن الدين والوطن، صفاً واحداً خلف قائدهم، بذات الطريقة والخطى التي نهجها (الآباء والأجداد)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.