فهد بن جليد
هل سيُحافظ (حراج ابن قاسم) الجديد الذي تم افتتاحه - أمس الأول - على (روح ونكهة) حراج الرياض القديم؟!.
الواقع أن كل شيء يتغير، وهناك أمور تُفقد، وتختفي بطبيعتها مع التمدن والتطور، مهما حاولنا الحفاظ على المعالم الخارجية لها، وهذه (سنة الله) في الحياة، ولدينا العديد من الأمثلة كسوق الزل، وسوق الحمام، وسوق مقيبره، والجفرة، والمعيقلية، وغيرها من الأسواق الشعبية والتجارية، التي شهدت تطوراً، ونقلة حضاريه ونوعية، ولكن في كل مرة هناك (شيء ما) يختفي، ولا يشعر (برحيله) إلا من عاصر السوق القديم؟!.
من المُنتظر أن يتخلص الحراج (الجديد) من بعض (المُمارسات الخاطئة) في سابقة، والتي هي ربما جزء من فلسفة وفكرة الحراج، الذي حصد (شعبيته الجارفة) بين (المقيمين ومحدودي الدخل) نتيجة بساطته، وجلب الناس البضائع الجديدة والمستعملة إليه من كل حدب وصوب (بأسعار) رخيصة جداً، فما لا يُباع، يتم بيعه وشراؤه في (حراج ابن قاسم)، بدأ من الأثاث القديم والمتهالك، مروراً بملابس (المرحوم) التي تتحول إلى جزء من التركة، وانتهاء ببيع (الأفكار والإشاعات) كما حدث مع (زئبق) ماكينة الخياطة، التي بيعت بأرقام فلكية، تحت القاعدة الشهيرة (رزق الهبل ع المجانين)!.
في (الحراج القديم) بيع كل شيء تقريباً، وطُبق المثل المصري الشهير (كل ساقطة، ولها لاقطة) بحذافيره، حتى أن من يُسرق منه (هاتف جوال)، أو (أسطوانة غاز)، أو (جهاز تلفزيون) يُقال له ابحث عنها في (حراج ابن قاسم)، فستجد مفقوداتك في (يد المُحرجين) أي الدلالين، بعد أن تم بيعها وشراؤها أكثر من مرة، فلا أحد يسأل (بائع) من أين لك هذا؟ فكل شيء (يُباع) دون ضمانات أو فواتير ملكية!.
نأمل أن تختفي هذه المُمارسات العشوائية في النسخة الجديدة من (الحراج)، و إن أفقدت السوق فكرة البيع (غير المُنظم)، التي يقوم عليها في الأصل، والتي هي جزء بالمناسبة من (فلسفة) أسواق شبيهة له في معظم (عواصم العالم)، الفرق الوحيد أن البيع لدينا، يتم تحت بند (سكر في مويه) أو (كوم حديد)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.