سلمان محمد البحيري
المتتبع لما يجري في اليمن سيعرف بأنه قد اختطف، وتعرضت الدولة هناك لمؤامرة لإسقاطها بالقوة ليس لمصلحة الجيش أولحزب معين أو بناء على ضغط شعبي من خلال ما يسمى بالربيع العربي في بعض البلدان العربية، ولكن ذلك حدث من خلال مؤامرة من جماعة الحوثي التي ادعت في شعاراتها بالإصلاح والقضاء على الفساد، وهي في الحقيقة جاءت لتنفيذ أجندة خارجية ومن أجل النهب والسيطرة على مقدرات البلاد مثل البنك المركزي ومعظم شركات ومؤسسات الدولة، وعلى الشركات النفطية واستنزاف هذه الأموال منها بشكل يوميًّ، والحركة الحوثية هي دمية في يد الصفويين مع الأسف التي تلقى تأييدا من الرئيس السابق المخلوع علي صالح مع تآمر وسكوت من بعض ضباط الجيش ومشايخ بعض القبائل لقبضهم الثمن، لغض النظر عما تقوم به الحركة من إرهاب وحرب طائفية ونشر للفوضى ضد السنة هناك في حرب قذرة، والدليل ما حدث من حرب إبادة في دماج وصعده بسبب ما تلقى هذه الحركة من دعم من إيران لابتزاز الحكومة اليمنية، حتى يتم وصول الحوثي لكرسي الحكم تماما كما فعلت داعش في سوريا والعراق وحزب اللات في سوريا ولبنان، وما يحدث في اليمن سيلقي بظلاله على العلاقات مع السعودية ودول الخليج الذي سيتضرر من ذلك هو بلا شك الشعب اليمني، وعلى خلفية تفاقم الأوضاع الأمنية عقب استحواذ جماعة الحوثي على الحكم في صنعاء بالسلاح, فلقد وضع الجماعة في عزلة دبلوماسية أكبر. حيث أعلنت عدة دول تعليق أعمال سفاراتهم ومغادرة دبلوماسييها مثل السعودية والإمارات وتركيا وألمانيا وإيطاليا وقوى غربية أخرى في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلى اليابان وهولندا، وفي رد فعل على ذلك أعلنت جماعة الحوثي أن تعليق الولايات المتحدة ودول أخرى أعمال بعثاتها الدبلوماسية «غير مبرر».من جهتها, اعتبرت إيران التي توصف بأنها الممول الرئيس للحوثيين بالسلاح والمال أن هناك «أهدافاً سياسية» وراء سحب البعثات الأجنبية من اليمن. كما أدى هروب الرئيس هادي إلى عدن إلى تشكيل ضغط أكبر حيث أبلغ هادي مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر بتمسكه بالمبادرة الخليجية ووضع عدة شروط على الحوثيين لاستمرار الحوار للخروج من الأزمة الحالية، ولكن الواضح أن الحوثيين لا يريدون الحوار والدليل هو الحشد العسكري والتمويل بالسلاح من إيران من خلال السفن التي تصل إلى هناك والتوجه إلى عدن، فيجب معاقبة إيران لدعمها المنظمات المتطرة التي اختطفت الدين وشوهته وأصبحت تحارب وتتاجر باسمه وتنشر الفوضى في المنطقة مثل جماعة الحوثي والنصرة وحزب اللات وداعش والقاعدة وتجفيف منابع الدعم لها، ومعاقبة تلك الدول التي تدعم هذه الحركات الإرهابية مادياً أو عسكرياً أو سياسياً، ومعاقبة من يسمح لهذه المنظمات المتطرفة بإنشاء معسكرات تدريب لها، لأن التهاون مع هؤلاء المرتزقة من المتطرفين ومن يدعمهم سيؤدي بذلك إلى تنامي الإرهاب ووسائله ليس في دول المنطقة فحسب وإنما في العالم أجمع لذا يجب تفعيل دور كل من مركز حوار الأديان ومركز محاربة الإرهاب الدولي واللذين كان صاحب فكرتهما السعودية حتى يكون هناك تنسيق للقضاء على التطرف والإرهاب?