د. احمد سالم بادويلان
أغلبية الحروب التي خاضتها البشرية كان لها أهداف متعددة إلا السلم ولا أدري لماذا أطلق أرسطو قبل ألفي سنة عبارته الشهيرة « غاية الحرب هي السِلم».
ولو عاصر أرسطو زماننا هذا وعايش عاصفة الحزم لنام قرير العين لأنه سيجد مقولته حقيقة على أرض الواقع ..
ذلك أن عاصفة الحزم التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القائد الأعلى للقوات المسلحة لم تأت مبنية على أطماع للاستيلاء على أرض اليمن الشقيق ولا ثرواته بل جاءت بهدف نبيل جداً ألا وهو الحفاظ على أمن اليمن وسلامة شعبه التي ربطها حفظه الله بأمن وسلامة المملكة وسلامة شعبها حينما قال -حفظه الله- إن أمن اليمن وسلامة شعبه جزء لا يتجزأ من سلامة وأمن المملكة..
ومن أهم الأهداف السامية لعاصفة الحزم والعزم ان يعود الأمن والاستقرار لجارة غالية على المملكة استغاثت بصوت رئيسها الشرعي عبد ربه منصور هادي المملكة لإنقاذ بلاده وشعبه من هجمة شرسة ينفذها أذناب إيران وحلفاؤها هدفها إيصال المد الصفوي إلى حدود بلادنا الآمنة ولكن ذلك حلم لن يتحقق لهم بل تحول إلى كابوس يقلق مضاجعهم.
كذلك تهدف هذه العاصفة المباركة لمناصرة أهل السنة الذين يتعرضون لتصفيات عرقية واستيلاء على أملاكهم وثرواتهم وقتل لأبنائهم وسبي لنسائهم وتشريد لجمعهم وتدمير لمساجدهم ومدارسهم مما يظهر لنا الحقد الأسود الذي يدفنه هؤلاء في صدورهم لأهل السنة والجماعة حفظ الله المملكة مدافعاً ومنافحاً عنها لحفظ عقيدة التوحيد في بلاد الايمان والأمان اليمن الحبيبة التي نرجو أن يقيض الله لشعبها القيادة الواعية التي تحرص عن تنمية أرضها وإنسانها ليحققوا أهدافهم النبيلة للعيش في أمن وأمان واستقرار بعيداً عن الحروب والصراعات الدموية التي يريدها لهم الحوثيون وأذنابهم.
كذلك من أهم أهداف هذه الحرب الفاضلة عودة الحق لأصحابه وعودة السيادة لأهلها لتبقى اليمن دولة موحدة تعيش في أمن وأمان وحرية تحفظ كرامة شعبها وأبنائها.
وقد قدمت لنا عاصفة الحزم والعزم عاصفة سلمان الخير والإنسانية صوراً من صور العزة والكرامة التي جعلت العالم يقف مذهولاً كيف أن المملكة اتخذت هذا القرار الشجاع دون أن تستأذن من الدول الكبرى بل تم إبلاغهم بعد انطلاقتها.
مما جعلهم يقفون إجلالاً وتقديراً لهذه الدولة الشجاعة التي تملك قرارها وليس قرارها بيد الآخرين.
أيضاً أظهرت هذه الحرب قوة وتماسك دول مجلس التعاون التي تحالفت مع المملكة وشاركتها في عاصفة الكرامة والعزة وجعلت العالم يعرف تماماً أن دول الخليج العربية حينما يأتي وقت الجد كيان وقوة واحدة لا يقف في طريقها قرارات أو توصيات تملئ عليها إملاءاً بل هي سيدة نفسها وتملك عزتها وكرامتها وقرارها.
كذلك استجابت الكثير من الدول العربية والإسلامية للمشاركة في هذه الحرب التي ذكرت أنها تدعو إلى السلم وليس الخراب والدمار وهنا نحن كل يوم نسمع أن الحلف العربي والإسلامي يكبر. وتبارك دول العالم دولة تلو دولة هذه الحرب بعد أن تأكدوا من حزم قادتها وهدفهم النبيل وهو إنقاذ الشعب اليمني من العبث والفوضى والتدمير الذي يمارسه من لا رأفة في قلوبهم ولا رحمة.
ولا شك أن لكل حرب ضحايا ولكن من يقودون هذه الحرب حريصون كل الحرص على عدم إصابة أو قتل إلا من يقاتل ويحمل السلاح. أيضاً يسعى قادة الحرب عدم تدمير البُنى التحتية والمنشآت المدنية أي كانت إلا إذا استخدمت كمأوى ومخازن للأسلحة المدمرة.
وأكاد أجزم أن بعد ما تحط الحرب أوزارها وتستقر اليمن ويستلمها حكام شرعيون ستقود المملكة وأشقاؤها في دول الخليج العربية حملة أخرى لإعادة بناء اليمن وتعمير كل ما خلفته الحرب من دمار تسبب فيه الحوثيون وليست الحرب.
وقد حاول الحوثيون أن يشوهوا صورة الحرب النبيلة بشتى الطرق ولكن جهودهم باءت بالفشل الذريع لأن الشعب اليمني والعالم اتضحت لهم صورة وأهداف الحوثيين البغيضة وأعتقد جازماً أن أرض اليمن السعيدة ستكون ما بعد الحرب أفضل كثيراً مما كانت عليه قبل الحرب ولن تتردد المملكة وأشقائها من دول التعاون في بذل الغالي والنفيس من أجل اليمن الجارة الشقيقة حتى تكون في مصاف الدول المستقرة والمتمدنة وإني على ثقة أن قادة عاصفة الحزم لن يستجيبوا لنداءات وقف الحرب لأسباب إنسانية أو غيرها من الخداع والذي يهدف إلى إعطاء الأعداء فرصة لالتقاط الأنفاس والتزود بالسلاح وقد شهدنا ما قامت به روسيا التي كانت ترسل طائراتها لإجلاء مواطنيها واتضح أنها كانت محملة بالأسلحة للحوثيين الذين يوقدون الحرب ولا يرغبون في السلم والاستقرار لهذه الدولة والشعب المسالم.
وأتمنى ألا تتوقف ألا وقد حققت جميع أهدافها النبيلة والفاضلة والقضاء على جميع بؤر التوتر والحروب وتسليم اليمن لقادة وطنيين صادقين هدفهم عزة بلادهم ووضعها في المسار الصحيح الذي تتمناه لها قيادتنا الرشيدة وحلفائها في الحرب.. وذلك لن يكون بعيد المنال بإذن الله لأن النوايا الصادقة نتائجها دائماً تأتي محققة للآمال والطموحات.
حفظ الله مملكة الخير والإنسانية من كل شر وجعلها حصناً حصيناً للإسلام والمسلمين.