حميد بن عوض العنزي
** تشكِّل بيئة العمل في المنظمات العامة والخاصة أحد أبرز الاستراتيجيات الضرورية لتحقيق متطلبات العملية الإدارية والقيادية الناجحة التي تقود المنظمة إلى تحقيق نجاحاتها في الوصول لأهدافها التي رسمتها، باعتبار أن بيئة العمل تشكل كل الظروف المحيطة بالموظف من ظروف مكانية ومادية ومعنوية وإدارية، وبما يجعل منها واحدة من أهم عوامل النجاح الرئيسية في أي منظمة إذا ما أديرت بشكل صحي وسليم، وتوافرت لها أدوات داعمة، وابتعدت عن التشوهات التي عادة ما تخلق بواعث مضرة في أجواء العمل، وأكبر مؤثر في بيئة العمل هو رأس الهرم بالمنشأة؛ فمتى ما كانت الأجواء نقية حوله عمَّ ذلك أنحاء المنشأة. ودائماً تنشط الدماء والعقول في البيئات النقية التي تمارَس فيها المسؤوليات بشفافية ووضوح، وتكون مسارات العمل وآلياته واضحة؛ ما ينعكس بإيجابية على حقوق كل فرد من أفراد فريق المنظمة.
** هناك عقول قيادية مبدعة في صناعة بيئة العمل وانتشالها من مرحلة إلى أخرى بطريقة سلسة وفاعلة، من خلال إتاحة الفرصة لكل المستويات الإدارية بالمشاركة وإبداء الرأي، وبذلك فهي تخلق نوعاً من التواصل التفاعلي، يسهم في تحقيق التوازن في جميع أجنحة المنشأة وأركانها، باعتبار أن كل موظف عنصر أساسي في نجاح المنظمة، وهذا يشكِّل حافزاً نفسياً ومعنوياً، يدفع إلى تعزيز طاقات فريق العمل، وإبراز قدراتهم، ويشعرهم بالفخر لانتمائهم لمنظمة تعتني ببيئة عملهم، وتوفر لهم سبل النجاح والإبداع.