د. أحمد الفراج
عنوان هذا المقال ليس لي، بل جزء من تغريدة لأخي الصحفي السوري، موسى العمر، الذي ينعت نفسه بأنه حفيد بني أمية، وهو يسخر من الاتفاق النووي بين الشيطان الأكبر، وإيران!! وهو الإتفاق الذي أعقبته احتفالات صاخبة في كل أنحاء إيران!! ونقل على أثره التلفزيون الرسمي الإيراني كلمة رئيس الشيطان الأكبر، باراك أوباما، وهو الخطاب الأول الذي يتم بثه لرئيس أمريكي، منذ الثورة الإيرانية، في عام 1979، وهذا دلالة واضحة على الفرح العارم الذي يشعر به معظم الإيرانيين، حكومة وشعباً، مع أن الاتفاق لم يكن بالصورة الوردية التي صورها الإعلام الإيراني، وملحقاته، ولا يفترض أن يخيف خصوم إيران، وكان الأولى أن يحتج الشعب الإيراني على حكومة الملالي، والتي عاندت، وخسرت عشرات المليارات، وعانت عقوبات اقتصادية هائلة، ثم رضخت في النهاية لمعظم الشروط الغربية، ولعلي أكتب مقالاً مستقلاً عن هذا الموضوع.
لقد كانت العنتريات الكاذبة والفارغة، والتي استخدمها العسكر من حكام العرب، على غرار الشعار الإيراني الشهير: «الموت لأمريكا»، هي السبب الرئيس للتخلف الذي يشهده العالم العربي، فقد كانت جمهورية مصر العربية، أثناء الحكم الملكي، تعيش رخاءً اقتصادياً كبيراً، وصل إلى درجة أنها أقرضت بريطانيا العظمى!! وكانت جامعة القاهرة، والأزهر الشريف منارتين علميتين يقصدهما الدارسون من شتى بقاع العالمين العربي والإسلامي، وكانت شوارع القاهرة تغسل بالصابون كل ليلة، ثم حصل الانقلاب العسكري، وجاء الرئيس جمال عبدالناصر، ولعلكم تعرفون باقي الحكاية المصرية، ثم تحول توجه عبدالناصر من السعي لمواصلة «برنامج الرخاء» في الداخل المصري إلى محاربة الجيران، وزعزعة استقرار البلدان المجاورة لتوحيدها بالقوة، وكان من نتيجة ذلك استبدال الأنظمة الملكية في اليمن وليبيا بأنظمة ثورية، جلبت معها الفقر والبؤس، ويكفي على الاستدلال بذلك مسيرة الهالك معمر القذافي في ليبيا، والمخلوع علي عبدالله صالح في اليمن، ثم واصل صدام حسين عنترياته الفارغة ضد إسرائيل، وقال إنه سيحرق نصفها، وانتهى به المطاف باحتلال دولة عربية، وكلنا نعلم تبعات تلك الحادثة البغيضة على عالمنا المنكوب حتى اليوم.
حسناً، إيران أدركت أنها لا تستطيع إحراق إسرائيل، ولا تستطيع الضحك على ذقون شعبها إلى الأبد، ولعلها، بعد الاتفاق النووي، تستبدل شعار الشيطان الأكبر، ومقولات أحمدي نجاد، التي يكررها دوماً بعروضه المسرحية: «الموت لأمريكا»، بعبارة: «الفستق لأمريكا.. والمانجو لإسرائيل»، ولكن ماذا عن القومجية العرب، والذين ما زالوا مخدوعين بشعارات المقاومة والممانعة لسفاح، قتل حتى الآن أكثر من مائتي ألف من شعبه، وشرّد ملايين منهم، وقتل الأطفال والشيوخ، ويا ترى متى سيدركون أن شعار: «الموت لأمريكا» ليس في صالح أحد، فأمريكا، مهما كانت سوآتها، لو ماتت فسيموت معها العالم أجمع، ثم من أين سيأتي الممانعون والمقاومون بأسلحتهم لو ماتت أمريكا؟! ولعلي أقترح أن لا نتمنى الموت لأمريكا بإطلاق، وإن كان ولا بد، فلنتريث حتى نتأكد أننا أعددنا جيلاً واعياً من بني جلدتنا، يستطيع أن يسعدنا بعلومه واختراعاته، حتى لا نضطر لاستبدال الكهرباء بالفانوس الشمعي، والجمل بالفيراري!