جاسر عبد العزيز الجاسر
أكدتُّ بصورة قاطعة ولا تقبل الشك ما كان يؤكده المتابعون لنشاطات الجماعات الإرهابية، والتي لا يمكن التفريق بينهم بارتكابهم جرائم الإرهاب والقتل والتجاوزات اللا أخلاقية.
وبالنسبة للإرهاب الذي ينتشر في منطقتنا العربية، يرى المتابعون والمتخصصون في نشاطات الجماعات الإرهابية أن لا فرق بين الجماعات الإرهابية المنتمية للمكوَّن الشيعي عن الجماعات الإرهابية المنسوبة إلى المكوَّن السني؛ فهناك تطابق يصل إلى حد التماثل فيما ترتكبه جماعات داعش والنصرة، والقاعدة، مقارنة بما ترتكبه الجماعات الإرهابية الشيعية وفي مقدمتها حزب حسن نصر الله الذي يطلق على تنظيمه الإرهابي (حزب الله) وما هو إلا حزب إيران في لبنان، وهذا الحزب المسؤول عن سلسلة الاغتيالات التي شهدها لبنان بدءاً باغتيال الشهيد رفيق الحريري، مروراً بجرائمه اليومية التي ترتكب في سوريا، وامتداداً لجرائمه في اليمن والعراق، اضافة إلى لبنان التي يمارس فيها الترهيب على المسؤولين اللبنانيين.
إضافة إلى هذا الحزب الإجرامي هناك مجموعة من المنظمات والجماعات الارهابية في العراق من منظمة بدر وأنصار الحق وحزب الله العراقي وعدد من الجماعات الارهابية التي شكلت فيما بينها تجمعاً إرهابياً تحت لواء (الحشد الشيعي) الذي مارس الاجرام والقتل والحرق والانتقام في المدن السنية في محافظتي ديالى وصلاح الدين.
وهي أعمال فاقت وتجاوزت ما كان يفعله تنظيم داعش الإرهابي الآخر، فإرهابيو الحشد الشيعي قتلوا وحرقوا ممتلكات الدولة العراقية وأهالي المدن السنية العربية في ديالى والدور وتكريت وغيرها من المدن العراقية، وهذا ما جعل المواطنين العراقيين في المدن التي تخلصت من داعش أن يقارنوا بين ما تعرضوا له من ارهاب الداعشيين وارهاب الطائفيين في الحشد الشيعي، ووجدوا أن الداعشيين لم يحرقوا منازلهم ولم يهجروهم ويمارسوا القتل على الهوية.
طبعاً كلا الجماعتين الارهابيتين مجرمتان، ولا مجال للمقارنة بينهما، فكلاهما ينتهج الاجرام والقتل لفرض ارادته وأفكاره المتطرفة، وهو نفس ما يتجسد الآن في اليمن، إذ تقوم جماعات الحوثي بنفس أعمال داعش الاجرامية، وربما أكثر، فتجنيد الأطفال بصورة قسرية، وفرض ضرائب لتمويل أعمالهم وأخذها من التجار اليمنيين؛ لتقديمها رشاوى لضباط علي عبدالله صالح؛ لشراء ذممهم والقبول بتدمير وطنهم.
والحوثيون انتهجوا سياسة الأرض المحروقة بعد أن تيقنوا من خسارتهم للمواقع والمدن، فقاموا بحرق المنازل والمتاجر وممتلكات المواطنين، وخاصة في عدن وإب وصنعاء، وقد خرج المتابعون لما يجري في اليمن من معارك ومواجهات أن الحوثيين لا يقلوا إجراماً بل ربما تفوقوا على داعش في إجرامهم؛ فقد رصدوا الكثير من الجرائم التي ارتكبها الحوثيون في اليمن والتي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية تستدعي تقديم مرتكبيها ومن يأمروا بها إلى محكمة الجنايات الدولية.