سعد الدوسري
لماذا أهتم برسائل شاب من الداخل اليمني، يوصّف فيها الحالة الراهنة، على الرغم من أن العالم كله يعي ويدرك ما يحل به اليوم؟!
أظن أن الكثيرين يهتمون بالعناوين الرئيسة، لكن هناك من يجزم بأن ثمة قصصاً أكثر أهمية. وربما أميل لهذه القصص، خاصة إذا كان من يرويها من فئة الشباب، وهي الفئة التي تبدأ بها الحياة الحقيقية، ويبدأ بها المستقبل، وتبدأ بها كل الرهانات.
لقد تابعنا سيناريوهات إسقاط الطاغية علي عبدالله صالح، وكيف كان الشباب هم أبطال هذا السيناريو. في تلك المرحلة، كانت الكاميرات تتسلط على الشباب، تروي قصصهم وكفاحهم. أما اليوم، فلقد عبثت الجماعات الإرهابية باليمن، وحولته إلى ثكنة مدججة بالأسلحة تحجب كل القصص، ولا بد أن نقرأ مرة أخرى رسائل عبدالهادي العصار، ليكشف لنا بعضها:
نحن اليوم كشباب نعيش لحظات فارقة تحياها المنطقة، وأمام منعطفات خطيرة توجب على الجميع الوقوف أمامها والعمل على وضع المصدات اللازمة لها، فنحن كشباب حريصون كل الحرص على أمن واستقرار اليمن والمنطقة بشكل عام، ولدينا الهمة والطموح للعمل لمواجهة تمدد تلك الجماعات المسلحة والأفكار المتطرفة والمشاريع الهدامة والعمل على غرس مفاهيم الاعتدال والمحبة وقبول الآخر ونشر الأفكار الصحيحة، لكن ما باليد حيلة، فنحن نفتقر إلى توفير إمكانات العمل للوصول إلى الأهداف المثمرة. الشباب في اليمن لم يجدوا من يقف بجانبهم، كأن لسان الحال يقول: لماذا أنتم بالذات يا شباب واقفون ضد تمدد الحركات المسلحة ومشروع الحوثي وتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة وتجار ومروجي المخدرات والحشيش؟ لماذا لم تلحقوا بإخوانكم وتتجندوا في صفوف هذه الجماعات؟!