فهد الحوشاني
دول عربية سقطت تحت الهيمنة الإيرانية، لم تعد إسرائيل هي الدولة المحتلة والمغتصبة والعدوة الوحيدة في المنطقة! لقد تكأكأت الأمم وصدق رسولنا الكريم صلاة الله وسلامه عليه (يُوشِكُ أن تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا،
قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ).
هل نحن الآن في زمن هذا الحديث الشريف أم سيحل بنا زمن أسوأ مما نحن فيه؟! تذكرت الثور الأبيض وحكايته المليئة بالعبر! ومن لا يعرف تلك القصة فقد فاته درس مهم في العلاقات الدولية!! ولا أدري كيف ترك العرب المد الإيراني يتوسع أمام أعينهم ورائحة الشواء تزكم كل أنف! لقد تم تقطيع الثور الأبيض أمام أعيننا منذ بضع سنوات، ومع ذلك فهناك من يكذب على نفسه ويتصور أن الفرس يمكن أن يكونوا أصدقاء للعالم العربي! ولقد قدموا أنفسهم كأعداء لا أصدقاء فليس هناك تجن عليهم!
واعتقد أن أحد أهم الأسباب لما نحن فيه أو ماسنؤول إليه يعود لعدم قراءتنا لحكاية الثور الأبيض كما يجب أن تكون القراءة!! استخدمت إيران كل أسلحتها على الأمة العربية بالسلاح والعتاد والشعارات والأحزاب والمليشيات والمراكز الثقافية ومراكز التجسس وتشكيل الطوابير المستعدة لخيانة الأوطان! والهيمنة الإيرانية لم تعد فقط احتلالا معلنا للدول، بل إننا أمام حالة عجيبة لا تكاد تجد لها تفسيرا، حيث بدأت تتكشف لنا كارثة لا تقل عن الأولى خطورة وهي أن بعض العرب قد غير جلده وولاءه لأمته ووطنه وأصبح فارسي الهوى وهو لا يستحي أن يعلن بأنه قد كفر بعروبته وبوطنه! ومن يتابع هذه الأيَّام بعض القنوات العربية سيجد الفضاء مليئا بتك الغربان الناعقة، ممن يعلنون على الملأ وبكل جرأة وبلسان عربي مبين انهم أصبحوا من عباد النار الإيرانية، ولا يهمهم في ذلك أن تلك النار قد تحرق كل جميل في أوطانهم وأن يسرق سدنتها السيادة فيتحول كل من في وطنه إلى عبيد لنار ستحرق أبناء وطنه! هذا بخلاف الخلايا النائمة التي لا يعرف متى سيأتي دورها.
إن ما يحدث الآن لهو خير دليل على فشل القومية العربية التي تشدق بها البعض طويلا.. فهاهم بعض العرب يبيعون أوطانهم لغير العرب ويعلنون ذلك بكل بجاحة. لقد كشفت عاصفة الحزم مواقف دول وجماعات وأفراد ومثقفين وسياسيين وقادة، وفي حين رأى فيها كل عربي أصيل انها أعادت للعرب هيبتهم وعزتهم ووحدة كلمتهم، فإنها من جانب آخر عرت وأظهرت (المستخبي) لأنّها آلمت كثيرا أعداء العرب وأعداء السنة، فملأ صياحهم ونواحهم الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، ولن ألومهم فقد نزعت العاصفة العربية عنهم الأغطية والأقنعة، جاءتهم على حين غرة فآلمهم الوجع فكان أقوى من قدرتهم على السكوت وممارسة (التقية) السياسية والوطنية!!