أحمد بن عبدالرحمن الجبير
منذ سنوات، والبيروقراطية في بعض الوزارات الخدمية تشغل بال المواطن، وبخاصة المواطن البسيط، وكانوا يلجأون لوسائل الإعلام لإيصال رسائلهم لولاة الامر والمسؤولين، وكثيرا ما كانت هذه النداءات الإنسانية تجد طريقها إلى الحل، مما يثلج صدور المواطنين، ويؤكد لهم أن بلدهم وقادتها بألف خير، فالدولة أعزها الله - ومؤسساتها ومسؤوليها في خدمة المواطنين.
والمواطن اليوم، في عهد الملك سلمان- حفظه الله - هو جوهر العملية الحكومية، وهو الشريك الرئيس في الأمن والتنمية الاقتصادية، ولهذا كانت نداءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان واضحة، لن نقبل بأن يظلم أو يهان المواطن، وعلى المسؤولين بذل جهودهم لخدمة المواطن لأنه هو جوهر التنمية، فإن على المسؤول أن يتنازل عن برجه العاجي ويتواضع للحديث مع المواطن، والاستجابة لمطالبه ومقترحاته، وأن يعلم أنه ما عين في هذا المنصب إلا لخدمته.
كم فرحنا لشجاعة الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله - عندما كان له السبق في التخفيف عن المواطن المكلوم في عرعر، ونقل والده للعلاج في المانيا، بعد قرار جريء في عزل وزير الصحة بسبب موقفه من موظفين ومواطنين، فهذه الوزارات دائما محل طلب وشكوى المواطن، وما على الوزير والمسؤول في هذه الوزارات سوى مساعدة المواطنين، والاستجابة لطلباتهم، وتذليل العقبات أمامهم، ولو بالكلمة الطيبة، ولهذا كان الحزم تقديرا لقيمة ومكانة المواطن، لدى ملك يدرك قيمة وكرامة المواطن السعودي.
الدولة أعزها الله وفرت كل البنى التحتية للمواطن والمسؤول بمستوى ممتاز، وبذلت الجهود العظيمة، والأموال الكبيرة في تنفيذ المشاريع الضخمة، إلا أننا نلاحظ أن هناك مسؤولين ووزراء لديهم قصور في أداء أعمالهم، ويضعون الحواجز بينهم والمواطن الضعيف، الذي يكابد في هذه الحياة، ويسافر برا، ويقف على أبواب الوزارات من الفجر، كي يحظى بلقاء الوزير، لأجل الحصول على حقوقه البسيطة التي كفلتها الدولة له.
هناك قضايا كثيرة تنتظر المعالجة، وسمو الأمير محمد بن سلمان دائما متواجد، ونصيرا للوطن والمواطن، فهو بين أفراد الجيش مدافع عن حمى الوطن، وهو بين المسؤولين مدافع عن المواطن، وبخاصة المواطن البسيط، وكلنا أمل في تفاعل سموه الإيجابي مع المواطن، وحل مشكلاته ومطالبه، ومراعاة ظروفه، وضبط الوزارات المقصرة، وإنصاف المواطن البسيط وهو القريب من رجل الكفاءة والحكمة، والخبرة والحزم والرؤية الصائبة، والتي تمنحه قدرة على الفعل والإنجاز، حيث ينتهج سموه سياسة الباب المفتوح مع جميع المواطنين، ويطلع على ملاحظاتهم حول تقصير بعض الوزراء، والعمل على حلها على أرض الواقع.
فجولاته الميدانية، واطلاعه على المشاريع، تعكس رغبة قوية من سموه في متابعة سير المشاريع بنفسه وفق أعلى المواصفات والمقاييس، ونتطلع أيضا إلى متابعة أداء باقي الوزارات وخاصة وزارة المالية والتخطيط، ومؤسسة النقد وهيئة الاستثمار، وهيئة سوق المال والخطط الخمسية للدولة، والتقارير المالية، والنقدية السنوية، وتوطين الاستثمار، ومعرفة تفاصيل الإنجازات، والمدد المحددة لها، ووضع استراتيجية وطنية محكمة لاهتمام بالخطط الخمسية وتفعيلها بالطرق الحديثة ودعم السياسة المالية والنقدية بالكفاءات الوطنية.
وضرورة الأمر على نزاهة ومجلس الشورى بتفعيل دورهم لمتابعة المشروعات المعتمدة، وعدم التأخر في تنفيذها، حيث إن هنالك العديد من المشاريع التي يتم طرحها على المقاولين ولا يتم تنفيذها، وعلى كل وزير أو مسؤول أن يعطي الأولوية للمشروعات التي تمس حاجات المواطن والتواصل مع المواطنين، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر المواقع الإلكترونية، أو تخصيص إدارات مختصة في تلقي الشكاوي والاقتراحات، والأهم من ذلك إجابة المواطن ودراسة مقترحاته.