د. محمد أحمد الجوير
بالأمس كتبتُ في هذه الجريدة، مقالي (ترويض السويد..وترويع الفرس) يتمحور حول عهد جديد من السياسة السعودية، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيزآل سعود، الذي لم يمض على عهده غير أيام في العرف السياسي، ولم يكد يجف مداد مقالي، حتى توّجت السياسة السعودية، بما نشاهده من دبلوماسية ضاربة انساقت معها طواعية، الدبلوماسية الخليجية، والعربية، والصديقة، عن قناعة تامة، بحكمتها وحنكتها، قلتُ في كذا مقال، وكذا تغريدة في تويتر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، قد اتصف بصفات والده المؤسس رحمه الله، أقلّها، التدين وحزم الأمور، تدين ظاهر، من خلال حبه لأهل الخير والصلاح وأهل القرآن، وهذا الأمر لا مشاحة فيه، ثابت بالدليل القاطع، وحزم في سياسته الداخلية والخارجية، عرفناه في إمارة منطقة الرياض، شخصية مهابة الجانب، يردف أقواله بأفعاله، أما حزمه في السياسة الخارجية، فقد تجسّدت، بما أشرت له في مقالي الآنف الذكر، من ترويضه وتركيعه لمملكة السويد، واعتذارها للمملكة نتيجة اتهام وزيرة خارجيتها للمملكة بانتهاك حقوق الإنسان، من خلال قضية المدعو (رائف بدوي) وتناولها أحكام الشريعة بالتندر والتهم الأهوائية، والشق الثاني من حزم الملك سلمان، قد بان من خلال عاصفة الحزم، التي حاكى بها سياسة والده، وأعلن بدء قرار انطلاق العمليات العسكرية، التي تقودها المملكة ضد القوات المنقلبة على الشرعية في اليمن، حيث أسماها بهذا الاسم ( عاصفة الحزم) التي جاءت من مقولة المؤسس الملك عبدالعزيز، التي يقول فيها رحمه الله:
(الحزم أبو العزم أبو الظفرات)
(والترك أبو الفرك أبو الحسرات)
وعاصفة الحزم الضاربة، جاءت لتحقق معنى هذه المقولة الحكيمة، حيث أصدر الملك سلمان قراره الحازم والعازم، والمفاجئ، لإعادة الأمور إلى نصابها وإرجاع الحق إلى أهله، وحماية الحدود السعودية وجيرانها من المعتدين، ومما يؤكد سلامة السياسة السعودية، وقوة دبلوماسيتها، مع الدبلوماسية الخليجية والعربية، القرار الدولي، الذي تقدمت به بشأن اليمن، وتم التصويت عليه مؤخرا في مجلس الأمن، حيث أدان العصابات الحوثية وعملاءهم من الفرس والخونة داخل اليمن، لقد ظهر الجهد الذي بذلته الدبلوماسية السعودية ومعها الخليجية، وتوج بهذا القرار، الذي جاء ضربة قاضية للحوثي الانقلابي، والمخلوع، علي عبدالله صالح، والصفويين الفرس، الداعمين لهم، وجميع الضمائر المريضة التي لا تريد الخير ولا الهدوء لليمن ودول الجوار، قرار مجلس الأمن قطع الطريق على هذه العصابات، ومنح شهادة التميز للدبلوماسية السعودية ومعها الخليجية، نعم قطع الطريق على المد الفارسي الذي كان يتوق للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، نتيجة دعمه اللوجستي للشيعة الحوثية في اليمن، والذي لولاه، لما تجرأ الحوثي وأتباعه من الخونة من الانقلاب على الشرعية في اليمن، هكذا هو منهج إيران الثوري، بعد هالكها الخميني، تعتمد أسلوب إثارة الأقليات الشيعية على حكوماتها في كل دولة خليجية وعربية، رأينا دعمها لحزب الله في لبنان، الذي يتزعمه حسن زمّيرة، فاسد وفأر الضاحية الجنوبية في لبنان، ورأيناها في العراق مع المالكي ومع من خلفه، ورأيناها مع الطاغية بشار، ورأيناها كيف تدعم وتدافع عن الزمرة الضالة في العوامية وخاصة الفأر نمر النمر، هبّة الدبلوماسية السعودية في وجه الطغيان الفرسي الحاقد على كل ما هو عربي، لخبطت أوراق هؤلاء الصفوية الفاسدين وأحبطت ومزقت مخططاتهم، فما كان يخططون له في عشرات السنين، بعثرته الدبلوماسية السعودية في عشرة أيام،، بفضل الله وتوفيقه ثم بحكمة وحنكة سلمان الناصر لدين الله، وللضعفاء من الخلق في القريب والبعيد، الجار والصديق، يقول المثل (ما حك جلدك مثل ظفرك) ليس للعرب غير العرب وزعمائهم الصادقين المخلصين، عاصفة الحزم، درس لكل (العرب والغرب)، بالتأكيد الغرب لن ينسوا هذه العاصفة، لكن يبقى دور العرب بعد هذه العاصفة، لابد أن تلتفت الدول العربية لجيوشها وتدعمها مادياً وبشرياً وعسكرياً، فالإنسان هو عصب كل عاصفة، عاصفة الحزم باب جديد، قد يكون فتحه الله على العربليكون مثالاً يحتذى، ليكون نسخة في قضايا أخرى مشابهة، مع النسبة والتناسب بحسب ظروف كل حالة، ونعم (طغمة الحوثية) لو لم يتم التعامل معها بهذه الآلية والصرامة، فحتما ستكون، نسخة لحزب الله اللبناني في اليمن، وسيكون عبدالملك الحوثي، حسن زمّيرة الثاني، وهلم جرا، لكن يقظة الملك الحازم سلمان الناصر لدين الله، هزّت أركان حرامية اليمن، وكلاب الفرس، والنجاح يجلب النجاح، متى ما صدقت النوايا، وإخلاص وصدق الملك سلمان، لوطنه ولأمته جسدتها عاصفة الحزم، الآن ومع الناصر لدين الله (سلمان) المملكة ودول الخليج عامة ومعها الدول العربية، تعيش أزهى أوقاتها، مرفوعة الرأس، كيف لا! وقد رأينا ردود الفعل الإيجابية، التي تزهو طرباً، وفرحاً، بنتائج عاصفة الحزم، رأينا الصادقين في لبنان، ورأينا الأحوازيين بالذات، كيف كانت تعبيراتهم، وفرحهم إزاء قمع الفرس، مما منحهم جرعات تفاؤلية بتحرير أنفسهم من الطغيان الفارسي الجاثم على صدورهم قرابة القرن، إيران بهذا القرار الأممي، تلقت وأعوانها، ضربة موجعة، لم تتوقعها من الدبلوماسية السعودية، التي تتوالى نجاحاتها في عهد الملك سلمان، وقد تُعدها إيران، نذير شؤم عليها، وعلى ملاليها، وآياتها الشيطانية، بقي القول، هذه هي الدبلوماسية السعودية الفذة، تجلّت بأبهى حللها في وجه الطغاة والمارقين..ودمتم بخير.