فهد بن جليد
لا يمكن أن نلوم (شبابنا) على طريقة تعاطيهم الأولى مع فكرة (رياض لايف) يوم أمس الأول، عندما انتشرت كاميرات النقل المُباشر في شوارعنا وبيوتنا فجأة، لنجد أنفسنا أمام العالم (وجهاً لوجه)، ليشاهد أدق تفاصيل ثقافتنا، وحياتنا اليومية، على غرار ما يحدث في لوس أنجليس، ونيويورك، ودبي، عبر تطبيق (سناب شات)!
يبدو أننا لم نكن مستعدين لهذه اللحظة - إن جاز لنا التعبير - من (الصدام الثقافي)؟ بين فهمنا وفكرنا؟ وفهم الآخر وفكره؟ كنا نتحدث من (على المنبر) وننقل صوراً من بيئتنا، والعالم يشاهد، وينصت؟!
شبابنا كعادتهم لم يفوّتوا هذه الفرصة التاريخية، دون الطقطقة باحترافية، وبراعة على العالم الآخر، وبالطريقة السعودية، بخفة ظل مقبولة إلى حد ما، فمعظم متابعي (سناب شات) أصيبوا (بالذهول) من واقع السعوديين؟ فالعالم كاد أن يصدق أن (السعوديين) يشربون (عصير البترول) فعلاً صباح كل يوم؟!
آخرون صوروا (للخواجات) بأن شبابنا شجعان وأثرياء، بالقدر الذي يجعلهم (يسبحون) مع الأسود في (بركة سباحة) وكأن الحيوانات المُفترسة (أليفة) عندنا!
شاب آخر يخرج من بوابة أحد أشهر الفنادق في الرياض ويقول (أغادر منزلي المتواضع)!
بالمقابل كانت (مزايين الإبل) حاضرة، ليتعرّف العالم على اهتمامنا بهذا المخلوق، بشكل يفوق (التوقعات)!
عشرات الملايين، كانوا يعلقون على نحو 300 ألف رسالة (سناب شات)، أطلقها (شبابنا) باللغة الإنجليزية في يوم (الرياض الإلكتروني)، بعض من يملكون هواتف تتصل بالعالم، لا يفرّقون بين تقديم (شكوى) لدائرة حكومية، بسبب كثرة المطبات الصناعية، وبين التواصل مع العالم، والجميل أن الخواجات لم يفهموا كثيراً ما يشتكي منه بعض (ربعنا)!
هناك من يعتقد أن (شبابنا) فشلونا قدام (الخواجات) في اليوم العظيم (للسناب شات), وهم - لا يمثّلوننا - لأنهم قدموا صورة سلبية، غير عادلة، وغير مُنصفة في خاصية (رياض لايف)!
بالطبع لا يمكن التعميم، فكما أن هناك من لم ينجح في عكس صورة جيدة، وإيجابية، فإن السلبيات التي قدّمت وعرضت، يتم تداولها بشكل يومي في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أصلاً، مما يعني أننا في حاجة لتأهيل أكبر (لكيفية) استخدام التقنية، طوال الوقت؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.