عبدالله العجلان
في الوقت الذي تتلقى فيه بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ملك العزم سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - سيل الإشادات والدعم والترحيب والمساندة والمباركة من دول عربية وإسلامية وصديقة، تثميناً لموقفها وتقديراً لمكانتها وتفاعلاً مع قرارها التأريخي (عاصفة الحزم)، وفي الوقت الذي يضحي ويناضل ويستبسل فيه أبطالنا دفاعاً عن الدين والوطن، وإنقاذاً لأشقائنا في اليمن العزيز، نجد للأسف الشديد في برامج ومطبوعات رياضية ووسائل تواصل اجتماعية من يشوّه صورتنا المشرقة ويحطم مشاعرنا في هذه الأجواء الوطنية بتصرفات وكلمات وأطروحات مخجلة مستفزة تجسّد حقيقة ما يجري إعلامياً، وبخاصة في الشأن الرياضي..
في تقديري أن الوضع في هذا الجانب لم يعد يحتمل، وبلغ مستوى خطيراً لا يتوقف عند حدود الملاسنات والصراعات الرياضية فحسب، بل تعداها إلى تشكيل رأي عام محتقن وثقافة متأزمة تتحدث بلغة الإيذاء وتنشر مفهوم الكراهية وسط مجتمع يُعاني أصلاً من آفة التعصب، وكون هذه الممارسات تأتي في توقيت حرج وحساس يتعلق بمصير ومصلحة الوطن ونتطلع فيه إلى تكريس كل ما يدعم وحدته واستقراره، فهذا يدل على أننا بالفعل أمام واقع إعلامي مرير يستدعي التعامل معه بحزم وبقرارات رادعة تقف في وجه كل من تسوّل له نفسه الإفساد والعبث والتطاول على أي انتماء للوطن وحقوق للمواطن..
دوري وكأس.. وبس!
تزداد مشاكلنا الكروية على صعيد نتائج الأندية والمنتخبات وقرارات اتحاد الكرة ولجانه، ومن خلالها يتأكد أن هنالك تقصيراً وسوء تخطيط وتدبير، ونقصاً في الكوادر وغياباً للنظام والتنظيم، ومع هذا يصر المعنيون في اتحاد الكرة على تكثيف البرامج والمسابقات الموسمية بطريقة تزيد من أعبائهم ومسؤولياتهم بما يفوق إمكاناتهم، وبما يتعارض مع واقعنا وظروفنا، وبالتالي يفتح أبواباً واسعة وبيئة مناسبة لظهور مشكلات جديدة أكثر تعقيداً تساهم في تعطيل أية خطوة للارتقاء والتطوير وتصحيح الأخطاء..
في كل دول العالم التي تطبق الاحتراف الحقيقي ولديها الأدوات والخبرات والإمكانات البشرية والمالية الكافية لإقامة مسابقات محلية أكثر مما لدينا، إلا أنها تقتصر فقط على بطولتي الدوري والكأس والسوبر من مباراة واحدة، الأمر الذي يسمح لها بإقامة مسابقاتها بجدولة منتظمة وبمواعيد مناسبة للفرق وتمنح مبدأ العدالة والفرص المتكافئة للجميع، كما تساعد على تنمية الاستثمار وتوفير البيئة المناسبة له، الأهم من ذلك تأثير هذا إيجابياً على خطط وبرامج المدربين ومستوى لياقة وأداء ومهارة وسلامة اللاعبين..
قلناها كثيراً فيما مضى ونكررها اليوم ونحن نرى كرتنا تواصل تدهورها لأسباب عديدة، من بينها وأبرزها تداخل المسابقات، وأنا هنا أتساءل: لماذا لا نكون كما الدول الأخرى ونكتفي بالدوري وكأس الملك؟!.. خصوصاً أن تجربة البطولات الثلاث أثبتت فشلها وانعكاسها السيئ والمربك والمزعج على سائر مكونات الكرة السعودية، إضافة إلى أننا في المملكة نختلف كثيراً عن غيرنا في مناسباتنا الدينية وفي تباعد المدن، ما يجعل روزنامة بطولات الموسم في غاية التعقيد، ومن الصعب صياغتها وبرمجتها بشكل متوازن ومنظم ومقنع.