إبراهيم عبدالله العمار
هل تعلم أن الأقدام تتكلم؟ نعم، إنها تخبرك بالكثير!
رأينا في مواضيع سالفة قطفات من كتاب «ما تقوله الأجساد» لخبير لغة الجسد جو نافارو الذي عمل مع الشرطة الفدرالية الأمريكية، وهذا الموضوع يشد كثيراً لأن لغة الجسد عالمية يفعلها الكل، ورأينا في المواضيع السابقة أشياء تفعلها اليد والفم مثلاً، لكن كل الجسد يتكلم، ولن تكاد تجد عضواً إلا وله حركات لا إرادية ذات معنى، والقدم مؤشر جيد لمعرفة مزاج الشخص تجاهك، فمن أساليب الخبير نافارو لمعرفة شعور الناس تجاهه هو أن يسلّم على الشخص ويصافحه ثم يخطو خطوة للوراء ويراقب ما يحصل، فإذا استقر الرجل مكانه فهو مرتاح تجاه نافارو، وإذا أخذ خطوة للوراء فيعني أنه بحاجة للمساحة أي أن هناك نوعاً من عدم الارتياح تجاهه، ولو تقدم خطوة نحو نافارو فلديه شعور إيجابي تجاهه. ومن يلحظ القدمين يعرف أيضاً، فلو كان جسم الشخص يقابلك ولكن قدمه تشير لمكان آخر فهي علامة أنه يريد ترك المكان، وهذه يُمكن أن ترى في المطارات مثلاً، كمن يقف عند موظفي الجمارك وهم يفتشون متاعه وهو مستعجل يريد اللحاق بطائرة على وشك الإقلاع فربما تراه يواجه الموظف بجسده ولكن إحدى قدميه متجهة نحو البوابة، وهذا أيضاً لا شعوري. وأعلى من القدمين هو الجذع، وجذع الإنسان هو المنطقة التي تبدأ من أعلى الصدر إلى الحوض، بدون الأطراف، ومن يشعر شعوراً سلبياً تجاه من أمامه فمن الشائع أن يغطي الجذع، إما بشيء مثل حاسب محمول أو إذا لم يتوفر هذا فيعقد ذراعيه أمام جسده ويصنع حاجزاً.
الجسد أصْدق من اللسان، فما يأتي من اللسان يأتي من العقل وقد تلاعب به، فأضاف هنا ونقص هناك وعدّل هذا ونقّح ذاك، أما حركات الجسد فهي صادقة طبيعية لا شعورية، ومن القصص التي تُظهر معنى هذه النقطة هو لما حقق رجال شرطة مع أحد المشتبهين عن إحدى الجرائم، ولما سألوه عنها قال لهم: «إنني لم أر الضحية تلك الليلة، بل دخلت حديقة عامة تجاور مكان الجريمة ثم انعطفت يساراً واتجهت مباشرة لبيتي هناك». ما لم ينتبه له الرجل أنه لما قال كلمة «يساراً» كان لا شعورياً قد أشار إشارة صغيرة لليمين بيده، وهي نفس الجهة التي حصلت فيها الجريمة، وانتبه نافارو لهذا، وبعد التحقيق وجدوا أنه هو الفاعل، فانظر كيف فضحته لغة جسده وهو لا يشعر.