علي الصحن
عاد الهلال الذي يعرفه الجميع، يفوز على ملعبه وخارج ملعبه، ويتجاوز الخصم تلو الآخر، وتبقى شباكه عصية على المنافسين، لم يحتج الهلال للكثير حتى يعود إلى حيث يعرفه الجميع، فقط رحلت الإدارة و تغير المدرب وتغير بعدها كل شيء.
الهلاليون سعداء هذه الأيام بعودة الملكي، والمنافسون يعرفون جيداً معنى أن يعود الهلال إلى قوته وتماسكه، ويعرفون جيداً كيف يستطيع الهلال أن يرتب المقاعد من جديد كما كان يفعل طوال تاريخه.
غاب ناصر الشمراني و غاب الأجنبي الرابع، لكن الهلال حضر من حيث لم يتوقع منافسوه، عاد لأنه حضر للملعب ليفوز، ولأنه روحه التي كان يطوي بها كل منافسة عادت وتزينت به وتزين بها، عاد لأنه وجد المدرب الذي لا يبحث عن الأعذار بل يفتش عن الحلول، عاد لأنه وجد المدرب الذي يصنع من كل لاعب قدرة، وليس المدرب الذي يبحث في قدرات اللاعبين... عاد الهلال لأن الاستقرار عاد للفريق والهدوء عاد لجنباته، ولأنه وجد إدارة تتفرغ له وتعمل من أجله، عاد لأنه لم يعتمد على لاعب بعينه، ولم يتوقف على لاعب بعينه، ولم يتأخر في عقاب لاعب أخطأ حتى يتعلم غيره.
مبهج هذا الهلال حينما يلعب، وحينما يقدم الكرة التي لا يعرفها سواه.. رائع هذا الهلال الذي تعني عودته عودة الإبداع والإثارة إلى الحياة.
عاد الهلال، ومازال في الخطوة الأولى وبقي خطوات حتى تكتمل الصورة... وتشع الملاعب الخضراء زرقة وجمالا.
التحكيم السعودي.. نفد الصبر
من المفترض أن يكون نجاح الحكم هو القاعدة، وفشله الاستثناء، لكن في منافساتنا أصبح العكس هو سيد الموقف، فعندما يفشل الحكم تمر الأمور في لجنة الحكام بهدوء، وربما اكتفت بالحديث عن بعض أخطائه في اجتماعها الشهري، أما عندما ينجح في مباراة كبرى او لقاء دولي، فإن الجميع يتحدث واللجنة تتحدث أيضاً عن الحكم الناجح وما حققه بصافرته داخل الميدان، وكأنه أتى بما لم يأت به الأوائل.
منذ تولت لجنة الحكام الحالية زمام الأمور وهي تعد بمستقبل تحكيمي مميز، لكنه ما نشاهده يخالف ذلك بمسافات للأسف، التحكيم في السابق ومع لجان أخرى توقف عند نقطة معينة، لكنه مع اللجنة الحالية تراجع خطوات للخلف، وما من ضوء في آخر النفق، ولا بارقة في الأفق تبشر بأن شيئاً سيتغير، أو حالاً ستتبدل.
في الجولات الأخيرة من الدوري السعودي أصبح حضور الحكم الأجنبي يفوق نظيره المحلي، أندية خاطبت أخرى وأبدت استعدادها للتكفل بطاقم بحكام أجانب على ملعب المضيف صاحب الحق في الطلب !! فرق الوسط أصبحت تطلب الحكم الأجنبي، الأندية التي تتنافس على البقاء تطالب بحكام أجانب، وسط صمت غريب من اللجنة التي يفترض أن تعلق وتعترف وتعتذر بأنها أدارت التحكيم السعودي بشكل أوصله لهذه الدرجة.
أعتقد أن الأمور ما عادت تحتمل أكثر من ذلك، ولا أظن أن اتحاد الكرة بحاجة إلى دليل على فشل لجنة المهنا وفريق عمله أكبر من الأدلة التي تحاصره صباح مساء، أعتقد ايضاً أن استمرار هذه اللجنة ليس في صالح الكرة السعودية ولا منافساتها، وإذا كانت اللجنة عاجزة عن تحرير خطاب الاستقالة، فلابد من استبداله بقرار الإقالة.
لجنة الحكام يجب أن تخرج من عباءة الحكام السابقين، وأن تعهد أمورها إلى شخص إداري يعرف كيف يدير الأمور ويوزع الصلاحيات و المسئوليات، وأن يكون ضمن هيكلها التنظيمي إدارة للشئون الفنية تعنى بما تقوم به اللجنة حالياً...لجنة الحكام أيضاً مطالبة بأن تضع حداً لأخطاء حكامها، وبعض الأخطاء بدائية غريبة للأسف.. وأن تكون شجاعة ولو مرة واحدة فتبعد الأسماء التي أثبتت مرة ومرتين وثلاث وعشرا أنها تقف حجرعثرة أمام تطور التحكيم، وأصابت الشارع الرياضي بالإحباط لقاء قراراتها التي تكشف جهلها بالقانون أو طريقة تطبيقه على الاقل.
عندما أتذكر الأخطاء التي وقع فيها رئيس اللجنة مثل (بلنتي الكاتو الشهير و هدف النية الأشهر والخطأ الذي تحول للمنافس) وهي أخطاء غريبة وفي مباريات تنافسية حاسمة، ثم أشاهد أخطاء حكامه حالياً.. أرى أن الصورة تتكرر مرة تلو اخرى.. ولابد من شجاع يرمي العصا في الدولاب ويضع حداً لتراجع التحكيم السعودي.
مراحل.. مراحل
- تواجد بعض الحكام في مباريات جولة واحدة مرة كحكم ساحة ومرة رابع.. إلى ماذا نعزوه؟؟.
- كيف ننشد تطور التحكيم وبعض المقيمين يعرف بفشلهم داخل الميدان عندما كانوا يحملون الصافرة الجميع؟؟.
- كيف ننشد تطور التحكيم وهناك مقيمون يوصفون بالدوليين وهم لم يقودوا مباراة دولية واحدة؟؟.
- كيف ننشد تطور التحكيم ونحن نشاهد أخطاء الحكام تتكرر بشكل غريب في مباريات الفئات السنية؟؟.
- كيف نتوقع تطور التحكيم وننتظره وحكم دولي يحتسب ضربة جزاء دون أن يوجد أي لاعب في منطقة الـ18؟؟.
- ماذا يحدث في الشباب؟؟ سؤال لا يعرف الإجابة عنه سوى الشبابيين أنفسهم.. هل هذا هو الفريق الذي اختتم الموسم الماضي ببطولة كبرى وافتتح هذا الموسم ببطولة؟؟ وهل يعجب شرفيو النادي والقائمون عليه ما يحدث للفريق الكبير؟؟.
- حتى الخسارة أصبحت لها مقاييس مختلفة...تخسر من فريق وتمر الأمور بسلام، وتخسر من آخر أقوى منه فتثور الثائرة.
- عندما لا تحترم ناديك..لن يحترمه الآخرون أيضاً.