أ. د.عثمان بن صالح العامر
هذان الاسمان لن ينساهما التاريخ، وسوف تكون أحداثهما المتسارعة حاضرة في ذهنية العدو قبل الصديق، والمدنيين مثل العسكريين، وسوف يجتهد الاقتصاديون في تحليل آثارهما الحاضرة والمستقبلية كما هو الحال عند الاجتماعيين والمثقفين والإعلاميين، وإن كان الاختلاف بين «الحزم» و»الأمل» في نظري اختلافا في التكتيك والطبيعة والأهداف المعلنة فإنهما يتفقان في المنطلق العام والغاية المنشودة التي يتوق لتحققها كل عربي فضلاً عن اليمنيين ومن خلفهم شعوب دول التحالف.
لقد تحققت أهداف العاصفة كما أعلن المتحدث الرسمي مساء الثلاثاء الماضي، ولم يكن ذلك لولا فضل الله ومنته ثم حنكة وحزم ودراية ودربة قائدنا الفذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبراعة وشجاعة وإقدام جنودنا البواسل، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، واللحمة الوطنية الداخلية التي عمل ويعمل على ضمان تحققها واستمرار تفاعلها الإيجابي بعد الله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
واجبنا نحن وقد تحققت الأهداف التي من أجلها كانت عاصفة الحزم، وبدأت مرحلة ما بعد الحرب في إطار أهداف محددة وواضحة وبقاء المراقبة والمتابعة والرصد والتحكم والمسايرة جنباً إلى جنب مع الجهود السياسية التي تبذل لضمان أمن واستقرار وسلامة وحماية يمننا السعيد في ظل حكومته الشرعية التي لقيت كل الدعم والتأييد والمؤازرة والمناصرة من قبل دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ومن خلفهم مجلس الأمن والقوى العالمية.. واجبنا في ظل هذه النعمة العظيمة أن نشكر الله عز وجل على هذا الإنجاز التاريخي، وأن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وزير الداخلية، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية، وحكام خليجنا المتعاون والمتكاتف، وجنود التحالف البواسل، وطيارينا المهرة صقور الخليج، وخطبائنا ومثقفينا وكتابنا ومحررينا وكل من شارك في تحقق وصناعة وإبداع هذا الحدث المفصلي المهم في حياة أمتنا العربية سواء من قريب أو بعيد، وللشعب السعودي المتلاحم والمتراص والمتعاون والمتكاتف في السراء والضراء، كما أن علينا أن ندرك أن إعادة الأمل تدل على أن المملكة العربية السعودية وقوى التحالف حريصة على أن يظل اليمن كما كان من قبل أن تظهر فيه مليشيات الحوثيين التابعة والمدعومة من قبل الإيرانيين، وتمتد له يد الإرهاب، وتعثوا فيه يد الفساد والإفساد، نموذجاً رائعاً بلحمته الوطنية ومنجزاته التنموية وتاريخه العريق وحدوده الجغرافية المعروفة، ولا أدل على ذلك من التبرع السخي من قبل قيادتنا الرشيدة لأعمال الإغاثة في اليمن.
ما يجب أن نفطن له ونفخر ونفاخر به أن عاصفة الحزم أعادت الأمل في نفوس العرب قاطبة في أن تعود أمتهم كما كانت من قبل رمز الوحدة وعنوان القوة وموئل السؤدد، أعاد الحزم لدى المواطن العربي الفخر والاعتزاز بقادته ورموزه من جديد بعد أن كان يلقي عليهم تبعات التخلف وسبب التفكك والدمار، وجعله يتنفس الصعداء وتشرئب عنقه لغد أجمل ومستقبل أفضل لجيل عربي عزيز وقوي، كشف الحزم السعودي تهاوي الخطاب العدائي لبلادنا المباركة، وأسكت الأبواق المخادعة، وأسقط أوراق العنصريات المنتنة «جنسية كانت أو مذهبية أو جغرافية أو...» التي تريد الشر في بلادنا الآمنة، جعلت عاصفة الحزم دول العالم المتقدم خاصة دائمة العضوية في مجلس الأمن تعيد حساباتها من جديد بعد أن أعاد سلمان بن عبد العزيز رسم ملامح خارطة القوى العالمية في منطقة الخليج على وجه الخصوص، ليس هذا فحسب بل جعل الحزم الولايات المتحدة الأمريكية تتراجع بشكل واضح عمّا عرف بـ»الفوضى الخلاقة» التي كان يراد منها أن يتولد في نهاية المطاف تجزئ المجزء وتفيت الأوطان وعلى رأسها بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية.. المواطن الحق شعر بنشوة الأمل تكبر معه يوماً بعد يوم طوال أيام عاصفة الحزم حتى صار يتطلع إلى أن يرى عن قريب راية الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار ترفرف في ربوع هذا العالم العربي الذي يرزح تحت وطأة الأحداث المؤلمة والأوجاع المحزنة بدءاً من فلسطين مروراً بليبيا وتونس ولبنان والعراق وصولاً لأرض الشام، ولذلك فإن معركتنا مع الباطل وجحافله لم تنته بعد، فربما كانت الأيام القادمة حبلى بما هو أشد لا سمح الله، أترك الحديث عن مستقبل الصراع العربي الفارسي وموقف القوى العالمية من هذا الصراع المتجذر والدائم على وجه الخصوص للأسبوع القادم بإذن الله، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.