عبد الرحمن الروكان
ذات مرة روى الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله قصة يجب أن يحفظها الأجيال على مر الأزمان، قال يرحمه الله، اثناء زيارتي للهند التقيت بزعيمها (غاندي) وقال لي: (لديكم ثلاث ميزات هي نعم من الله عليكم) فحافظوا عليها.
الأولى: أنتم قبلة المسلمين بوجود (مكة المكرمة والمدينة المنورة).
الثانية: لديكم نعمة البترول الذي هو عصب المال والاقتصاد.
الثالثة: لديكم قادة مخلصين همهم خدمة وطنهم وشعبهم.
نعم! قالها زعيم الهند (غاندي) فهل ندرك هذه النعم؟! الجواب ولله الحمد والمنة، وبعد مرور الأحداث الكبيرة أثبت المواطن السعودي وعلى كافة المستويات العمرية (رجالاً ونساءً) اثبتوا أنهم مخلصين لبلادهم وقيادتهم، وهذا الإخلاص وهذه المحبة متوارث من جيل إلى جيل وهو متبادل بين القيادة والمواطن.
لقد قال سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله في إحدى تغريداته: (أيها الشعب الكريم تستحقون أكثر ومهما فعلت لن أوفيكم حقكم، اسأل الله أن يعيني على خدمة الدين والوطن ولا تنسوني من دعائكم) كما قال في تغريدة أخرى: (اسأل الله أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله، وأن يحفظ لبلادنا الأمن والاستقرار وأن يحميها من كل سوء ومكروه).
نعم يا غاندي لقد صدقت عندما قلت قبل أكثر من (40) عاماً لديكم قادة زعماء مخلصين همهم خدمة الوطن والمواطن.
أتدرون ماذا كان الملك فهد رحمه الله، ينادي الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض؟ كان يرى فيه القائد سلمان وكان يرى فيه صفة الحكمة والقيادة لذلك كان يناديه (حاكم الرياض).
وقد برزت ولله الحمد (الحكمة والقيادة) في قراراته التي اتخذها منذ اليوم الأول لحكمه وتوليه الأمر وبعد أن أصبح ملكاً للمملكة العربية السعودية وخادماً للحرمين الشريفين.
نصرة المظلوم
في بلادنا العزيزة (قبلة المسلمين) رجال على مر التاريخ اثبتوا للعالم ولكل محتاج أنهم لا يرضون الظلم لأي عربي أو مسلم.
فالملك عبدالعزيز رحمه الله عُرِف عنه نصرة الأشقاء ومؤازرتهم في فلسطين وتبعه بعد ذلك أبناؤه، ولن ينسى التاريخ وقفة الملك فهد رحمه الله مع دولة الكويت وشعبها، كما لن ينسى وقفة الملك عبدالله رحمه الله مع مملكة البحرين وشعبها.
الملك سلمان يا شاطئ الأمان
يقول أحد الخبراء العسكريين الروس في تصريح له: إن دولة استطاعت أن تتخذ قراراً بانطلاق أكثر من (170) طائرة عسكرية واستطاعت أن تحشد معها (10) دول وأن تحظى بدعم كبير، دولة اتخذت قرارها وحددت ساعة الصفر في منتصف الليل، لتفاجئ العالم بهذا القرار، هذه الدولة تستحق (الاحترام والتقدير) لشجاعتها وقوة قرارها، لقد أذهلت العالم دولة اسمها المملكة العربية السعودية، حتى أعدائها تجمدوا وقفوا حائرين ومذهولين من قوة القرار وسرعته.
والله إنها أهم مميزات (القائد الناجح) قوة القرار وسرعة تنفيذه، وهذا ما جرى في عاصفة الحزم.
تخبطات محور الشر وأعوانهم:
ظلت المملكة طوال شهور عديدة تدعو لعقد مؤتمر لحل المشكلة اليمنية، ولكن طهران ومن يتبعها من الأشرار والحاقدين، ظلوا يتجاهلون كل هذه الدعوات، ويمضون في تنفيذ مخططاتهم ليضعوا اليمن وأهلها أمام الأمر الواقع المرير!
ولأنهم كانوا يجهلون أن (للمملكة صبر سوف ينفذ) استمروا في حماقاتهم وتجاهلهم.
وبعد أن دكت الطائرات الحربية لدول الخليج العربي والحليفة معها معاقلهم ومخازنهم، أخذوا ينادون بالحل السلمي وعقد المؤتمرات، ويطالبون بوقفها، أنهم لا يعرفون لا يحترمون إلا مبدأ القوة.
بئس البضاعة الكذب
يستمر محور الشر والكذب والتضليل في سياساته، ورغم أن الضربة بدأت في منتصف الليل والناس في منازلهم نيام إلا أن هذا المحور أخرج لنا صوراً من الحروب القديمة، يدعى أنها لمواطنين قصفتهم الغارات الجوية، بل نشروا مقطعاً مضحكاً يقولون فيه: تم إسقاط طائرة سعودية بدون طيار على صنعاء وتم أسر قائدها.
إنهم لا يحترمون عقول المشاهدين والمواطنين بهذا الكذب.
من أشعار عاصفة الحزم:
قال الشاعر الفلسطيني جهاد الترباني:
لله در ليوث طال غيبتها
حتى تولى زمام الحكم سلمان
صنعاء ظمأ وشام الخير في لهب
ومصر تغرقها في البحر اضغاناً
بالرافدين كلاب الفرس والغة
وابن اللقيطة ضجت منه لبنان
(يرحم الله غازي القصيبي)
ماذا سيقول لو كان بيننا عن عاصفة الحزم؟
لقد افتقدناك وافتقدنا اشعارك الوطنية عليك الرحمة.