د. عبدالعزيز الجار الله
الحدود السعودية اليمنية هي من أصعب أنواع الحدود نظرا لتباينها فهي مزيجا من بيئات ثلاث مختلفة: السهل الساحل, المرتفعات الجبلية، الكثبان الرملية . تركيبة جيمورفولوجية صعبة في الحروب العسكرية والمراقبة، لذا لابد من الدخول في حرب عاصفة الحزم لتحييد الأسلحة المخزنة والتي كانت تعد لحرب طويلة مع المملكة بعد أن تستكمل الجماعة الحوثية سيطرتها على السلطة في اليمن، فالعامل الجغرافي يميل لصالح اليمن والجماعات الإرهابية من الحوثيين والقاعدة وقوات صالح المدعومة من إيران لأنها ستستفيد من بيئات خط الحدود فالنطاق الأول المواني البحرية تهريب السلاح والمقاتلين والجماعات الإرهابية عبر ساحل البحر الأحمر، النطاق الثاني بيئة الجبال ذات التركيبة الجيولوجية (المعقدة) من أودية أخدودية شاهقة ومرتفعات سفحيه شديدة الانحدار تتميز بالكهوف والجيوب والمخابئ النموذجية لحرب العصابات، النطاق الثالث الكثبان الرملية وهي بحر من الرمال . لا يمكن تصور صعوبات حماية الحدود حتى يتم التعرف على طبوغرافية خط الحدود وهذا يفسر عمليات عاصفة الحزم التي سعت إلى (كسر ظهر ) قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح والقوات الحوثية المدعومة من إيران حتى تتمكن الحكومة الشرعية من العودة .
وقعت المملكة واليمن معاهدات حدود دولية في عام 1421هـ/2000م حيث عينت المعاهدة الحدود البحرية والبرية بين البلدين ويبلغ طول الحدود السعودية اليمنية البرية ( 1327كم) تبدأ الحدود البحرية من ساحل البحر الأحمر فيما بين بلدة ( الموسم ) السعودية وبلدة (ميدي ) اليمنية وقد وضحت جزر كلا البلدين بالبحر الأحمر، تتكون الحدود البرية بين البلدين من ثلاث نطاقات جغرافية مرتبة من الغرب وهي على النحو التالي :
النطاق الأول: السهل الساحلي بمنطقة جازان يبدأ من ساحل البحر الأحمر حتى بداية المرتفعات الجبلية سلسلة جبال السروات بطول حوالي (100كم ) تتخللها مجاري الأودية المنحدرة من جبال السروات إلى البحر الأحمر منها وادي: تعشر، خلب . تضم بعض التجمعات السكانية منها بلدات: الموسم، منفذ الطوال. هذا السهل الساحلي، الأرض تهامية تندفع فيها مياه أمطار السروات باتجاه البحر الأحمر يمكن أن تكون بيئات سياحية واقتصادية ومواني تجارية بين البلدين بدلا من أن تكون مناطق نزاع وصراع داخل تكون سكاني ينتمي في ثقافته إلى السهل الساحلي الذي يتصف بالسماحة وحسن المعشر الاجتماعي، لولا تدخل إيران وتحريض الجماعة الحوثية وتشجيعها على مهاجمة الحدود السعودية واختطاف السلطة في اليمن.