فهد بن جليد
عُرف عن (هنري فورد) وهو - أول ملياردير في أمريكا - أنه كان يدعو كل من ينوي تعيينه (مديراً جديداً) إلى الغداء، قبل إصدار القرار، ليراقب طريقة أكله، ثم يستخلص بعض النتائج عن (المُرشح)؟!.
فمثلاً إذا اضاف (الملح) إلى الطعام دون أن (يتذوقه)، يرفض (فورد) تعيينه، لأن هذه دلالة على اتخاذ المدير لقراره بشكل ارتجالي ومُتسرع، دون اختبار (للحقائق)، مما يعني أنه مدير (أرعن)؟!.
وما أكثر (الرُعن) في مؤسساتنا اليوم، الذين يتفننون في إصدار (التعاميم والقرارات) دون معرفة (الحقائق)، ومدى تأثيرها على المنشأة أو الوزارة؟! ودون حتى الاستماع إلى وجهات نظر (شركاء النجاح) من العاملين أو الموظفين، فالديباجة العامة أن المدير (وجّه بكذا)، أو هذا (تعميم المدير)، وكأنه حُكم (محكمة) واجب النفاذ، وغير قابل للنقض؟!.
كل الدراسات الإدارية الحديثة تقول أن المدير (الناجح) و(الفعال)، هو الذي لا تستطيع تمييزه عن بقية الموظفين، عندما تدخل إلى المنشأة، فهو جزء من المنظومة، لا أعرف كيف يمكن أن أصف حال بعض (المديرين) لدينا؟!.
من نوادر هؤلاء أن بعضهم يحاول أن يعيش في (قفص) لوحده، وكأنه (كائن مفترس) لا يجب أن يختلط به الناس، له (مدخل خاص)، وموقف سيارة (خاص)، وربما (مصعد خاص)، ليكون بمعزل عن (فريقه)، بوضع حزمة من الإجراءات الاحتياطية أمام (الموظفين) قبل الوصول إليه، وكأنك ستدخل (البَنتَاغُون) وليس مكتب المدير؟!.
كم سأكسب من المال لو قمت بتأليف كتاب حول (دعاء) تسهيل الدخول على (المدير)؟! لفك (شفرة) بصمة (الأبواب) المغلقة، ثم ديباجة السكرتير (ماذا تريد)؟ ويجب تحديد (موعد مسبق)؟ وأرجوك اختصر جدوله (مزحوم)؟ ومزاجه (متعكر) عارف (مهزومين) البارح!.
ربما اعتذر المدير عن مقابلتك، بسبب (مكالمة هامة) لأن (قطوة) بنت (سعادته أو معاليه)، تعاني من (حرارة)، وهو يحاول مواساة (المحروسة) هاتفياً!.
لتحدد المسافة (بينكما)؟ اعرف كم من الوقت تحتاج لمقابلة (مديرك)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.