فهد بن جليد
أنا هنا لا أتحدث عن شبابنا، فليُسافر (العزاب) كما يشاؤون، فحتماً سيتزوجون، المشكلة السفر مع (عزاب) آخرين؟!.
مُنذ (مارس) الماضي، وأنا أشعر بضيق تنفس كلما صعدت الطائرة، ينخطف (لوني) فجأة، وأجد نفسي مثل (أم العروس) مشغولة، ومهمومة، وقلقة - بدون سبب - لا أستطيع الجلوس على المقعد، وأُتمتم بكلمات غريبة مع نفسي (متزوج؟ مطلق؟ أرمل؟) يا رب ما يكون (أعزب)؟!
هنا تدب الشكوك لدى طاقم الضيافة، وأنا استرق النظر نحو (كابينة القيادة) حتى ألمح شكل (الطيار)؟ لذا يستعينون بأكثرهم (بسطة في الجسم) لأنني أبدو (راكباً غير سوي)، ولكنه سرعان ما يسقط مغشياً عليه من الضحك، بمجرد أن أهمس في أذنه (هل الطيار متزوج)؟! متأكدين أنه مستقر عاطفياً؟ أخاف (...) مزّعلته يا معود؟ نروح (سلطة كُشري) في الجو؟ مثل ضحايا (جبال الألب) الفرنسية؟!
بصراحة ربنا كذا، لا ألوم (الأتراك) عندما أطلقوا حملة (تزويج الطيارين)، بعد حادثة (الانتحار) لمساعد الطيار في رحلة (جيرمان زينغز) الألمانية، بسبب مشاكل عاطفية بينه وبين (صديقته) التي انفصلت عنه (قبل الزواج)، ليدفع 150 راكباً حياتهم ثمناً لتلك (الحماقة) بحسب التحقيقات الأولية، وتسجيلات الصندوق الأسود!
المدير التنفيذي للخطوط التركية حث (الخميس الماضي) الطيارين العزاب، على ضرورة (الزواج)، لأن مُهمتهم (حرجة جداً)!
يبدو أننا سنشهد المزيد من العروض الترويجية، و(الرحلات المُخفضة) قريباً، بسبب الطيارين (العزاب) هذه المرة، وأنت وحظك، على طريقة: سافر مع (كابتن أعزب)، وتمتع بروح المُغامرة، مع المطبات الهوائية؟!.
الطيار يُشبه (عريس المسيار)، فهو موظف (لا ينام) في منزله، سوى (4 ليالي) بمتوسط كل (10 أيام) عمل، مما يعني أن المتزوجين منهم أيضاً، يحتاجون لمزيد من الاستقرار!
أرجو أن تضاف عبارة (متزوج) و(مستقر عاطفياً)، عند ذكر اسم (كابتن الطائرة)، أثناء الترحيب (بالركاب) قبل إقلاع الرحلة!
وعلى دروب الخير نلتقي.