ناهد باشطح
فاصلة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} - الآية 13 سورة الحجرات القرآن الكريم.
بورك وزير الدفاع الحاسم الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ إذ أمر بالتحقيق مع عسكري هدد سكان القطيف بـ»تغريدة» في موقع «تويتر «حسب جريدة سبق في عددها الصادر الخميس 23-4-2015.
هذا القرار يأتي لإيصال رسالة مهمة إلى المواطنين سواء كانوا من منسوبي وزارة الدفاع او من سواها بان العنصرية هي جريمة بحق هذا الوطن.
واذا كان وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل قد وجّه بالتحقيق في أسباب نقل معلمة من مدرسة «مدركة» بمكة المكرمة إلى مكتب تعليم الجموم وتحويلها إلى العمل الاداري ، لأسباب عنصرية فهذا يعني اننا امام مرحلة مهمة في تطهير مرفق هام من مرافق الدولة هو التعليم ،ولعل الامر يمتد إلى تطهير بعض المناهج وبعض ادمغة المعلمين والمعلمات ولا يبقى في اطار حدث اداري وردة فعل انفعالية.
من المؤسف ان تكون العنصرية او الطائفية او العرقية مبرمجة في بعض العقول إلى الحد الذي لا تسمح فيه للإنسان ان يفكر في جدواها!!
ماذا يعني ان تحمل مشاعر سلبية لمن يختلف عنك في الدين او المذهب او الأصل او العرق ؟
الامر لا يتوقف بالطبع على وجود هذه المشاعر لكنه يمتد إلى السلوك في الحياة ولذلك ينتج عنه قرارات خاطئة في الزواج او العمل او الحياة بشكل عام.
والخطير في هذه المسألة هو قبول اختلاف الناس في الحياة على أساس التمايز وليس على أساس التعاون والتكامل ،ولو شاء الله لجعل الناس كافة من دين او عرق واحد، لكنها حكمته في اعمار الانسان للأرض.
ولذلك علينا ان نتجاوز موضوع التعامل مع الاخرين والحكم عليهم من أي منظار اخر سوى الاطار الإنساني الذي يكفل رؤية متوازنة للتعامل الحياتي ونشر قيم السلام والمحبة ،بدلا من ايقاد نيران العنصرية والطائفية والعرقية ،وذلك لا يتم الا بوعي اعمق من ترديد الايات والاحاديث النبوية الشريفة التي تحث على احترام الانسان كانسان دون أي اعتبارات أخرى إلى استشعار المعاني العميقة في نبذ الإسلام لاي قيم تولد الكراهية وتشيع الظلم في المجتمعات الإنسانية.
الامر ليس سهلا ان تنتزع من العقول قناعات قديمة لكنه ليس مستحيلا على وطن يؤمن أبناؤه بان المستقبل القادم هو للسلام دون أي شروط او معايير متوارثة تم نشرها دون الوعي بخطورة وجودها في أي مجتمع.