مهدي العبار العنزي
يوم الجمعة التي صادفت 17 من نيسان/ إبريل 2015م كان يوماً أظهر معدن شعب باكستان الأصيل المسلم المؤمن الذي يعرف تمام المعرفة مكانة مملكة الإنسانية ودورها في العالم الإسلامي. لقد هبَّ شعب باكستان عن بكرة أبيه عبر صلاة الجمعة، وعبر المنابر؛ إذ نادى الخطباء، وتجاوب الجميع للوقوف مع المملكة مؤيدين عاصفة الحزم؛ قبل إعلان الملك سلمان بإيقافها بعد أن حققت أهدافها، لأنهم يدركون أنها لدرء الفتنة وقمع الشر. إنه حقاً شعب باكستان الذي طالب برلمان بلاده بأن من لا يقف مع السعودية فإنه لن يقف مع الحق ولن يناصر أهله. شعب باكستان أثبت لشعوب العالم أن التنكر من شيم اللئام، وأن الاعتراف بالفضل من شيم الكرام. لقد أكد المواطن الباكستاني أن دولة قدمت لباكستان كل الخير والعطاء بلا منة تستحق أن ندافع عنها. يا له من شعب منصف. بينما نجد بعض المحسوبين على العروبة يتنكرون لكل ما قدمته هذه البلاد، وها هو بعضهم يصرخ عبر محطات تلفزيونية مشبوهة معبراً عن سخطه وشجبه لعاصفة الحزم مع إدراكهم أن هذه العاصفة لم تكن لولا غطرسة وظلم وعنجهية الحوثيين واعتدائهم على شرعية وطنهم وارتمائهم في أحضان من يريد الشر للأمة العربية وعقيدتهم ومكتسباتهم وحضارتهم، ولولا حقد المخلوع علي صالح الذي يعتقد أنه في أعماله الشريرة وتنصله من كل القيم وتنكره لما قدمناه له منذ أن تولى الحكم في اليمن حتى تنحيه، وآخرها معالجته لشهور عدة حتى استعاد عافيته وغادر إلى اليمن، كنا نعتقد أنه محمَّل بالود والاعتراف بالفضل، لكنه حمل نفسه المريضة الكره، ليس للمملكة فحسب بل للشعب اليمني الشقيق، وتسبب ذلك الكره بما تشهده الدولة اليمنية من تمزق وتطرف واستخدام العنف معتقداً هو وشرذمة الحوثيين أن قوتهم وغدرهم سيضمنان لهم البقاء، ولم يدركوا أن القوة بدون عدل لا قيمة لها. ألم يعلموا أننا أهل الحق وحماة العقيدة، نردع المعتدي، ونذود عن حياض الإسلام.. وبهذا يحق لنا أن نفاخر بقيمنا وعقيدتنا وبإنجازاتنا وبرجالنا وبوحدة كلمتنا والتفافنا خلف ولي أمرنا، والتضحية والفداء والانتماء للوطن.. ونسعد بوقوف الشعوب والقادة مع الحق ودحر الظلم، ونوجه الشكر والتحية بصفة أخوية خاصة للشعب الشقيق في باكستان. والله أكبر فوق كيد الكائدين!