منذ أن أخذت بالانتشار مقولة (الفوضى الخلاقة في المنطقة)، ومثلها (الشرق الأوسط الجديد)، بعد أحداث الحادي عشر من ديسمبر، وعالمنا العربي يئن ويشكو من هذه الاضطرابات، ويعيش حالة من عدم الاستقرار، ومن فقدان التوازن؛ بل إنه لا يلوي على شيء إلا ويجد فيه ما يهدد مستقبله وأمنه واستقراره.
***
فالسودان قسم إلى دولتين، والعراق سلم أمره إلى إيران، وأراضي فلسطين تتنازعها - بحراسة إسرائيل - فتح وحماس، وسوريا تغلي وإيران حاضرة تتهيأ فيها لاقتطاف واختطاف نتائج الثورة، وإذا ما ألقينا النظر على الحالة اللبنانية فسوف نجد أن الذراع الإيراني ممثلاً بحزب الله هو صاحب القرار، دعك مما يجري في ليبيا، وبشكل أخف في مصر وتونس والبحرين، وجميعها مؤامرات بدئ بالتخطيط لها في وقت مبكر.
***
أما المؤامرة الكبرى لاستكمال ما يسمى بالفوضى الخلاقة وبالشرق الأوسط الجديد، والبدء في تنفيذ هذا المخطط الخطير، وإعادة الاستعمار للمنطقة من جديد، فكان يفترض أن يأتي من اليمن، أي أن تطل المؤامرة من هناك، فهي لا تكتمل دون التحرش بالمملكة من خلال حدودها الطويلة المشتركة مع اليمن، مما اضطرها لدخول معركة عسكرية حاولت تجنبها.
***
لكن الملك سلمان بن عبد العزيز - بطل الحرب والسلام - أفسد عليهم كل هذا المخطط الخطير، عبث به، ومزقه ارباً ارباً، وأحاله إلى مزبلة التاريخ، من خلال (عاصفة الحزم) وذكَّرهم بأبيه وبطولاته، وبشعبه وتاريخه، وبوطنه وكيف استعصى على الاستعمار، ثم دخل معركة اليمن بشجاعة وإقدام، وانتصر في يومها الأول، ليفاجأ العالم بالخيار البديل وهو عملية إعادة الأمل.
***
إذاً فإن القيادة التاريخية هي التي تصنع التاريخ، وليس التاريخ - صحيحه أو المزيف منه - هو من يصنع القادة العظام، فهذا الملك عبدالعزيز، مروراً بملوك المملكة، فالملك سلمان، سجلوا جميعاً من المواقف ما جعل التاريخ ينحني لهم، يكتب بإعجاب عنهم، ويتوقف أمام كل إنجاز مبهر حققوه، أو موقف كانوا فيه أبطالاً، وعاصفة الحزم وقبلها تحرير الكويت وحماية البحرين من المؤامرة الإيرانية وغيرها كثير أمثلة على ذلك.
***
لا علينا من كل هذا - على أهميته - فالمملكة محروسة بحول الله، قادرة على دفع الشر عنها، محصنة أمام أي تخطيط يهدد سلامتها، هي أمل العرب في صيانة حقوقهم، وهي أبداً الحارس الأمين والصادق لكل ما يحفظ لهم العزة والكرامة، مهما تعددت وتنوعت المؤامرات، عاشت وعاش معها سلمان بن عبد العزيز وشعبه وأمته.