د. يوسف خالد جنينة
أي غيبوبة تلك التي يعيشها النظام السوري وأبواقه التي تتحدث باسمه قي المحافل السياسية والأممية، بلغة تكشف عن حالة من البلطجة والفلتان يعيشها هذا النظام الذي تلبسته حالة سفك الدماء والتنكيل بالمدنيين على نحو غير مسبوق في التاريخ البشري ربما، فما نشاهده في سوريا من ذبح للأطفال من الوريد إلى الوريد، واغتصاب للنساء، وتنكيل بجثث الشبان والرجال، وإلقاء براميل المواد شديدة الانفجار على البنايات السكنية، لم يعرف له التاريخ البشري مثيلاً.
وفي وقت يستأسد فيه هذا النظام منبت الصلة بأي معنى للمروءة أو الأخلاق أو الإنسانية أو الدين على شعب أعزل لا جناية له سوى أنه تطلع إلى الحرية والديمقراطية والعيش الكريم، نجده يطلق التصريحات العنترية هنا وهناك، يهدد ويتوعد، بلغة إجرامية ساقطة لا تليق إلا بعتاة المجرمين على منصات المنظمات الدولية، في مشهد تجاوز كل حد في الصفاقة وسوء الأدب، والبلطجة على الملأ.
وتكشف تصريحات أبواق النظام السوري أنه بدا يترنح وفي طريقه إلى الزوال، ويبدو ذلك جلياً من خلال حديث بشار الجعفري مندوب نظام الأسد لدى الأمم المتحدة حين هدد «بقطع اليد التي ستمتد إلى سوريا»، جاهلاً أو متجاهلاً اليد الإسرائيلية التي دمرت طائراتها عشرات المواقع في عمق سوريا، وتدك المباني مخلفة عشرات القتلى، فباتت تقصف متى تشاء، وأنى تشاء، دون أن يقطع لها ولو إصبع.
للأسف، فإن نظام بشار الأسد القمعي أصبح مفضوحاً، ولم تعد أكاذيبه تنطلي على أحد، فهو النظام الذي ينطبق عليه القول «أسد عليّ وفي الحروب نعامة». فلا أدري كيف يبرر المدعو بشار الجعفري- الذي يستميت دفاعاً عن هذا النظام الدموي- مقتل أكثر من 300 ألف سوري ومليون ونصف المليون جريح منذ اندلاع الثورة في بلاده؟! بل كيف يبرر تعنت نظامه الدموي إزاء كافة الحلول السياسية والتي تزيد من معاناة ملايين اللاجئين السوريين في دول الجوار؟!
لكننا في الأخير لا يسعنا تفسير مثل هذا الخطاب الدبلوماسي الموتور المريض إلا أنه صادر من شريك حقيقي لمجرم حجز لنفسه واحدة من أحط صفحات التاريخ، فقد يكون وارداً ومفهوماً أن ينكل عدو خارجي بجيش أو حتى مواطنين في وطن أتى لاحتلاله أو محاربته، لكن أن يفعل حاكم بشعبه هذه الأفاعيل، وينكل بهم هذا التنكيل، فهذا ما لم يخطر لنا على بال، ومن عظيم صدمتنا أنه يحدث في بلادنا، ولأشقائنا في العروبة والدين، على يد هذا السفاح، الذي ربما يأتي عليه الدور غداً أو بعد غد، لتخليص أشقائنا السوريين من آلة الفتك التي يعملها فيهم، وحينها ليكشف لنا عن قدراته الخارقة التي لم نرَ لها ضحية سوى الأطفال والنساء.