عبد الكريم الجاسر
تعيين معالي وزير الصحة خالد الفالح مؤخراً جاء كرابع وزير للوزارة الملتهبة خلال خمسة أشهر تقريباً.. إن لم يكن الخامس إذا ما أضفنا الدكتور الربيعة لهم.. وهذا يعكس بالطبع عدم استقرار إداري في هذه الوزارة العتيقة التي فشل الكثيرون في إدارة دفتها كما يجب وكما يريد المواطن أن تحققه له الوزارة وحسب طموحات الدولة عند تعيين أي وزير.. شخصياً عملت في الوزارة منذ التحاقي في العمل الحكومي بعد تخرجي من الجامعة بداية العام 1406هـ أو لنقل قبل بدايته بستة أيام وتحديداً في 24-12-1405هـ ومنذ ذلك الوقت ومع تعاقب الوزراء والمسؤولين على الوزارة لم أجد من كل من عملوا فيها من عاد لما عمله سلفه ودرسه وبحث عن الإيجابيات التي كانت موجودة واعتمدها وسار عليها وأضاف عليها وفقاً لرؤيته.. فكل وزير يحضر ينسف كل ما قبله ويبدأ من الصفر وعلى طريقة التجربة والخطأ ولذلك فقد فقدت الوزارة العديد من البرامج التي كانت يمكن أن تحل الوضع الصحي بشكل ممتاز.. ومنها على سبيل المثال برنامج الرعاية الصحية الأولية والمعتمد على تطوير المراكز الصحية وتفعيل دورها وتدعيمها بالكفاءات والأجهزة لتصبح بمثابة مستشفيات مصغّرة تخفف العبء عن المستشفيات الكبيرة وكذلك استمرار المركزية في عمل وزارة الصحة وتهميش المديريات لتنصب كل الأعمال والمعاملات والصلاحيات على الوزارة ووكلائها الذين لم يعد لديهم الوقت لتوقيع المعاملات فقط فضلاً عن التخطيط والتطوير والتنظيم.. ففي وقت مضى كانت المديريات تحظى باستقلالية تامة من حيث الميزانيات والصلاحيات وكانت تتنافس فيما بينها لتطوير الخدمات الصحية في مناطقها لتصبح اليوم مجرد منفذة وتابعة للإدارة المركزية في الوزارة.. ليساهم تراكم العمل في الوزارة في تعطيل الأعمال وإبطاء وتيرة العمل وتحجيم العديد من الكفاءات في المناطق وإلقاء المسؤولية كاملة على الوزارة واجتهاداتهم..
** لذا أتمنى من الوزير الجديد العمل على تقسيم المملكة صحياً وفقاً للمديريات والمناطق ومنحها الميزانيات والصلاحيات وإطلاق يدها لتطوير مناطقها وخدماتها صحياً وتحويل الوزارة لجهة إشرافية تتابع وتطور وتدعم وتساند بدلاً من أن تقوم بالعمل بنفسها وتدور في حلقة مفرغة.
سعودية.. أم قطرية؟!
** جولة دوري أبطال آسيا هذا الأسبوع ستحدد مواجهات الفرق السعودية والقطرية إما مع بعضها البعض أو مع أطراف أخرى.. فالهلال سيستضيف شقيقه السد القطري والنصر أيضاً سيلاقي شقيقه الخويا ونتيجتا هاتين المباراتين ستحددان من يلاقي من.. فإما مواجهة سعودية سعودية أو قطرية قطرية أو سعودية قطرية.. ففوز الهلال على السد سيضعه في المركز الأول في مجموعته وبالتالي ينتظر الثاني من مجموعة النصر والذي لن يكون أمام النصر تقريباً سوى الحصول عليه أو المغادرة من البطولة وحصوله على المركز الأول محصور في حسابات أو احتمالات ضعيفة لكنها قد تحدث.. ففوزه وفوز الهلال سيجعلنا ننتظر مواجهة سعودية كبرى ستجمع الهلال بالنصر وهي بالتأكيد مواجهة تاريخية لو حدثت ستغيّر الكثير من الموازين في تنافس الفريقين الكبيرين الذي يتفوّق فيه الزعيم بمراحل داخلياً وخارجياً.. وشخصياً أتمنى مواجهة من هذا الحجم لصالح الفريقين والكرة السعودية لكن بالتأكيد سيكون على حساب أعصاب الجماهير والمسؤولين في الناديين على حد سواء.. ولن تكون المواجهة القطرية القطرية لو حدثت بلقاء السد والخويا بنفس الحجم والحساسية لكنها أيضاً ستكون محرجة للفريقين وفي الوقت نفسه ستضمن مقعداً للدولة في دور الثمانية سواء للسعودية أو قطر وهذا قد يكون دافعاً نحو المضي قدماً في البطولة..
فكيف ستسفر مواجهات اليوم وغداً ومن سيلاقي الهلال؟ وهل سينجح النصر في التأهل أم يغادر مبكراً ومن الأدوار الأولى؟!
لمسات
** عودة النجم الكبير ياسر القحطاني سليماً معافى بعد رحلة علاجية ناجحة أسعدت كل المحبين للنجم الكبير وللرياضة السعودية.. ياسر نجم مؤثِّر جداً جداً في الهلال الكيان وليس فقط داخل الملعب.. إصابة ياسر وابتعاده كانت أحد أسباب الانهيار الذي أصاب الهلال وسط الموسم.. فأدواره المؤثّرة داخل المجموعة لا يعلمها سوى القريبين جداً من البيت الهلالي ولاعبيه.
** تجربة الجمعية العمومية المقبلة لنادي الاتفاق ستكون محل اهتمام ومتابعة الجميع.. لمعرفة كيف سينتهي سباق الرئاسة في ظل الأنباء التي تتردد عن نيّة الأستاذ عبدالعزيز الدوسري ترشيح نفسه لفترة جديدة.. وهذا ما لا أتمناه فقد قدّم الدوسري تضحيات كبيرة لناديه وخدمه سنوات طويلة وحان الوقت لتسليم الراية لمن لديه الطموح والحماس والرغبة لخدمة الكيان وسيظل الدوسري رمزاً اتفاقياً مؤثّراً سواء بقي أو ابتعد.
** تجربة إعارة اللاعبين نجحت مع البعض بشكل مميز حين وجدوا الفرصة في غير أنديتهم وقدّموا أداءً جيداً ومن هؤلاء ظهير الهلال الشاب محمد البريك الذي ثبّت قدميه مع الرائد وأكّد أنه قادر على اللعب للفريق الهلالي الأول وحل مشكلة الظهير الأيمن كبديل جيد يمكن الاعتماد عليه.