سعود بن عبد الله بن طالب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
منذ أن تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، وعمليةُ التطوير قائمة على قدم وساق لم تتوقف ليل نهار، فأصبحت المملكة قبلة العالم كله، ومحط أنظار واهتمام الساسة، والمفكرين، والإعلاميين، يترقبون ويتابعون مجريات الأحداث والتطورات فيها؛ لما للمملكة من ثقل عظيم في مجريات الأحداث، ورسم السياسات العلمية، والعربية، والإسلامية، والخليجية.
ولا أدل على ذلك من أنه زار المملكة خلال الأشهر الثلاثة التي تولى فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان زمام الأمور، من الملوك، ورؤساء الدول، ورؤساء الحكومات، ما لا يحصل إلا في سنوات كثيرة في دول آخر.
وقد تمكن -حفظه الله- من إجراء تغييرات هائلة، وإعادة هيكلة الدولة، وإحداث تطويرات جوهرية في مؤسسات الحكم، أدهشت العالم كله.
ومن يقرأ تلكم التغيرات بعين ثاقبة، يتضح له -بما لا يدع مجالاً للشك- أن هذا الملك الهمام يؤسس لدولة سعودية حديثة، يمتد الاستقرار فيها، واستتباب الأمور السياسية فيها لأجيال متعاقبة قادمة، مما يصح أن نطلق عليه -حفظه الله- لقب مؤسس الدولة السعودية المعاصرة.
ومن أظهر الدلائل على ذلك اتجاهه إلى إحلال الشباب المؤهل والمسلح بسلاح العلم الحديث، والمتربي على قيم الإسلام الحنيف، وتعاليم العقيدة الصحيحة، وتمكينهم من سياسة الدولة، وتسيير الأمور، تحت حنكته، ورعايته، وتوجيهه، حفظه الله.
وفي هذا السياق، وفي هذا الاتجاه، جاءت أوامره السامية في يوم الأربعاء 10-7-1436هـ بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وليا للعهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع، وليا لولي العهد.
وهو الأمر الذي استقبله الشعب السعودي بكل اغتباط وسرور، وتلقاه العالم كله بالإعجاب والتقدير؛ لأسباب جوهرية كثيرة يطول المقام بتفصيل المقال فيها.
لكن يكفي الإشارة إلى ما أبداه هذان الأميران الشجاعان من كفاية أذهلت العالم، وشجاعة نادرة في إدارة معركة «عاصفة الحزم» التي درأت الخطر الإيراني عن اليمن، والسعودية، ودول الخليج، وبعثت الأمل في قلوب جميع العرب والمسلمين بإمكانية وحدة الدول العربية والإسلامية، وتعظيم وزنهم السياسي، والعسكري في العالم، بحيث ينبغي أن يعمل لهم حساب في المحافل الدولية، وتراعي مصالحهم الحيوية.
كما أنه أثبتت القوات الأمنية كفاءة عالية، وإمكانات عالية في إحباط مخطط إرهابي ضخم، كان يستهدف منشآت حيوية في الدولة محاولا استغلال انشغال الدولة بالحرب على الحوثيين، وأذيال إيران الصفوية، وظنوا أنهم سيجدون ثغرة للنيل من أمن المملكة، لكنهم فوجئوا بأن الجنود البواسل المحافظين على أمن المملكة الداخلي، لا يقلون كفاية واقتداراً عن جنودنا المجاهدين المحافظين على المملكة من العدو الخارجي، فتم القبض على أكثر من تسعين رهطا من المفسدين دون أن ينالوا من أمن المملكة ولله الحمد.
فقد أثبت هذان الأميران الجليلان قدرة فائقة، وكفاية مذهلة، وإخلاصا عظيما في الذود عن بلاد الحرمين الشريفين، والدفاع عن المقدسات الإسلامية، والمحافظة على أمن البلاد والعباد، وفداء الدين والوطن بنفسيهما.
وبذلك يكونان قد قدما الدليل القاطع، والبرهان الساطع، على أنهما جديران بأن يكونا العضدين الشابين لخادم الحرمين الشريفين- حفظهم الله ورعاهم- في قيادة بلاد الحرمين، وجعلها قائدة العالمين العربي والإسلامي، ورائدة الأمة الإسلامية، إلى أن تعود لها مكانتها اللائقة بها في مصاف دول العالم المتقدم ذات الوزن السياسي، والعسكري، والاقتصادي، والعلمي.
وهذا يثبت ما ذكرته في مقالات سابقة من أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من أعلم الناس برجالات الدولة، وأدراهم بقدراتهم، وبما يسند لكل واحد منهم من مهمات الأمور، ومسؤوليات الأمة.
ولا يفوتني بهذه المناسبة الوطنية الفارقة في تاريخ الأمة أن أتقدم ببالغ التهنئة، وصادق الولاء لخادم الحرمين الشريفين، وللأميرين الجليلين، والقائدين العظيمين: صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وزير الدفاع، سائلاً الله -تعالى- أن يمدهما بعونه وتوفيقه لأداء رسالتهما الجليلة في خدمة البلاد والعباد، في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه.