سعد الدوسري
حين نتحدث عن الواقع الإداري في المؤسسات الأجنبية، فحديثنا يرتكز على علاقات حية معها، وليس على تنظير خيالي، فأكثر ما يميّز هذه الكيانات أنها تؤدي أعمالها بكل مهنيّة، دون أن يكون للمزاجية أو العلاقة الشخصية أو الانطباعات الذاتية أي علاقة، لا من قريب ولا من بعيد. ولذلك، فإن الانطباع الذي تأخذه هذه المؤسسات عنك، هو انطباع عن مشروعك، بغض النظر عن جنسيتك أو لونك أو دينك.
هذه المهنية، هي قاسمٌ مشترك للكثير مما أكتبه، عندما أتطلع إلى منتج إنساني مميز، إذ لا يمكن أن نصل إلى مثل هذا المنتج، ما لم نكن مهنيين في كافة مراحل الإنتاج. فالعمل بعقلية انطباعية ومزاجية، لا يمكن أن تنتج سوى منتجات هزيلة، وذلك لأن قرارات الإنتاج تعتمد على تقييم شخصي انفعالي أو انطباعي، كأن يعتمد مدير المنشأة على شخص يرتاح له، دون أن يكون الشخص ممتلكاً للأدوات المهنية التي تؤهله للإنتاج الحقيقي. أو كأن يقف مديرٌ آخر في وجه شخص يقدّم منتَجاً حقيقياً، لأنه لا يحب هذا الشخص.
في دوائرنا الحكومية وقطاعاتنا الأهلية، هناك مسؤولون لا يحبون رؤساء بعض القطاعات، فتجدهم يهمّشونهم ولا يحضرون فعالياتهم المهمة ولا يدعمون برامجهم. ولمزيد من الإغاضة، فإنهم قد يحضرون مناسبات متواضعة في قرى وهجر، ويتجاهلون مناسبات يُشار لها بالبنان، غير عابئين بكل ما يُثار حول مواقفهم من علامات استفهام، تتوجّه لمدى فهمهم لمصطلح المهنية.