جاسر عبدالعزيز الجاسر
ليس لأهل الرياض فقط، بل لكل المواطنين السعوديين، هذا هو الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يشعر كل مواطن أنه قريب منه، وأنه يحقق آماله وأحلامه وطموحاته. المواطنون في الرياض العاصمة ومدنها وقراها على طول منطقة بحجم دولة، والذين يحتفلون اليوم بمليكهم بعد مرور مئة يوم ويوم على تنصيبه ملكاً للبلاد لتنال الأراضي السعودية وأبناؤها نصيبها من خيرات سلمان وكفاءاته ومبادراته.
أهل الرياض يعرفون سلمان بعد ستين عاماً قضاها أميراً للمنطقة جعل مدنها أولها العاصمة من أرقى مدن المنطقة.. قلبه كان يختزن عشق الرياض وأهلها وحبها لا يفوقه إلا حب مكة المكرمة والمدينة المنورة.
أحد المفكرين العرب خرج بعد أن حضر مجلساً للملك سلمان بن عبدالعزيز إبان إمارته للرياض، وكان حضور المفكر غير مرتب، وحضر كأي إنسان يحضر مجلس «الأمير» الذي اعتاد عقده بعد صلاة الظهر.. خرج المفكر مندهشاً وغرق في بحثه في الفكر والتأمل، لم أحب أن أقطع عليه تفكيره، إلا أن استغراقه الطويل دفعني إلى إخراجه من تأمله، متسائلاً عن سبب هذا الذهول الذي هو عليه.. حدجني بنظرة، واختصر رأيه بعبارة واحدة، ما رأيته لا يحصل إلا من ملك.. وملك سيكون له شأن.
نعم كانت خطوات الملك سلمان مبنية على مبادرات مؤسسة ومدروسة تستهدف المستقبل، ولهذا فاقت منطقة الرياض غيرها من المناطق، بل تعد الكثير من الدول.. والذي يعرفه أبناء المملكة جميعاً وليس فقط أبناء الرياض، أن الملك سلمان بن عبدالعزيز يتعمق بالموضوع المعروض عليه ويبحث عن أدق التفاصيل، ولهذا فإن المسؤول كما المواطن عندما يذهب إلى سلمان الملك أو الأمير عندما كان أميراً لمنطقة الرياض يتسلح بكل ما يحيط بالموضوع الذي يتوجه لمناقشته ومع هذا يجد أن هناك جوانب أخرى منه يعلم عنها الملك سلمان أكثر بكثير مما يعرفه.
الصحفيون السعوديون والكتّاب العرب يفاخرون بصداقتهم ومعرفتهم بالملك سلمان، منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض.. والصداقة مع سلمان ليست بالسهلة والمريحة، فقد يعيدك نقاش معه (حفظه الله) إلى سنوات أو ربما إلى عقود ليذكرك بمقالة كتبتها ولا تتذكر مناسبتها، إلا أن الأمير الملك يذكرك بها مصححاً معلومة لم تعرها الاهتمام.
هذه الصداقة التي يعتبرها الصحفيون مقصورة عليهم نجدها لدى رجال الأعمال السعوديين في الرياض وخارج الرياض.. يتابع إسهاماتهم في تنمية وطنهم، وغالباً ما كان يفاجئ رجل الأعمال المواطن بسؤاله عن سبب إحجامه عن إنشاء مصنع أو إقامة مشروع.
أما شيوخ العشائر وأعيان البلد ورجالاتها فيشعر كل منهم بأنه قريب من سلمان وأنه خليصه وصديقه، حتى المواطن العادي عندما يخرج من مجلسه أو مكتبه بعد قضاء حاجته يشعر أنه كسب أخاً كبيراً وصديقاً دائماً. هذا هو سلمان بن عبدالعزيز الذي تحتفل به الرياض ملكاً وقبل ذلك أميراً، وقبل كل شيء واحداً من أبناء الوطن عمل واجتهد ونجح في صنع أجمل عاصمة عربية. واليوم يعمل من أجل أن تكون المملكة العربية السعودية أهم وأقوى دولة في المنطقة والإقليم وواحدة من الدول المتقدمة المهمة في العالم.