موضي الزهراني
الكثير من الزوجات اللاتي يتعرضن لسوء المعاملة في حياتهن الزوجية، وعند طلبها الانفصال عن زوجها بعد رفضه للحلول السلمية، فإنهن يتجهن لطلب الخلع من الزوج لسوء عشرته، واستحالة استمرارية الحياة معه، لكن للأسف الشديد تواجه طالبة الخلع العديد من المواقف المسيئة لها ابتداءً من الزوج إلى الأهل، إلا بعض الجهات القضائية التي تحيلها لمواعيد متباعدة، وطلب ما يثبت تضررها من هذا الزوج، فهناك من تستطيع الإثبات المادي خاصة إذا لديها تقارير طبية تثبت تعرضها للعنف الجسدي من زوجها، أو لديها قضايا سابقه في مراكز الشرط لشكواها بسبب اعتداءاته عليها! وهناك من لا تستطيع إثبات سوء عشرتها معه بسبب عدم ظهور العنف وإثباته مادياً كمثل « العنف النفسي « وهناك ما هو أسوأ من العنفين السابقين ألا وهو « العنف الجنسي « والقائم على الممارسات الجنسية غير المشروعة سواء مع الزوجة نفسها أو مع نساء أخريات لا تربطه رابطة شرعية بهن! وهذا النوع من العنف الزوجي الحساس جداً يحتاج لجلسات متكررة لدى القاضي، وتحتاج لصبر وثبات وجرأة من الزوجة لكي تناقش القاضي في ذلك وإلا فشلت في إثبات الضرر الواقع عليها، وتعرضت للتشهير بنفسها وبحياتها الخاصة! والأكثر إيلاماً الاختلاف على البدل ( العوض ) مقابل الخلع! فاختلفت المذاهب في تقدير كميته فقد يكون بأكثر من المهر أو بأقل أو مساو للمهر، واستدلوا بقول الله تعالى {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ } (229) سورة البقرة 229، ولكن مالك رحمه الله قال: إن أخذ الزيادة ليس من مكارم الأخلاق، وقد قال الله تعالى {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } (229) سورة البقرة، فهذه الزيادة المباحة تغري الأزواج الذين لا يتقون الله في عضل نسائهم والإضرار بهن أكثر! قال تعالى في سورة النساء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } (19) سورة النساء، وهذا مما يؤكد بأنه لا يصح الإضرار بالزوجة لتترك صداقها كله أو بعضه أو حقاً من حقوقها على الرجل لقهره لها! أما الفريق المؤيد لأخذ البدل في الخلع لكن لا يجوز أكثر من المهر المدفوع سابقاً لها لقوله تعالى: {وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاََّن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ} (229) سورة البقرة، لذا من يطلب زيادة فقد خالف ما جاء في الكتاب العزيز! وفي حديث ابن عباس قال رسولنا الكريم لامرأة ثابت بن قيس « أتردين عليه حديقته ؟» قالت: نعم وأزيده، فأمره رسول الله أن يأخذ حديقته ولا يزيد. وهي لم تشتك من سوء أخلاقه بل لعدم محبتها له! فكيف من يبيح لنفسه ويؤيده القضاء في زيادة بدل الخلع وهو سيئ العشرة لزوجته خلال سنوات طويلة ويتم مكافأته مقابل ذلك بما لا يستحق؟!!