فهد بن جليد
كان الله في عون وزير التعليم، يبدو أن عليه أن يتعامل مع (الجن) أيضاً، وربما أنه مطالب بافتتاح قسم (النفث والقراية) في الوزارة قريباً، بعد أن أطلق أهالي قرية الشلايل، وسم (نريد حلاً لمدرسة الشلايل) لإنقاذها من الجن!
هل بيننا وبين (الجن) وقفة نفس؟!.
لا أعرف لماذا ترتبط كل قصص الخيال والخرافة في مجتمعنا (بالجن)؟.. وكأنه يجب عليك تصديق كل (قصة أو رواية) بمجرد أن يذكر لك أن (الجن) يقف خلفها، وأنهم السبب، بدءاً من القصة الشهيرة (لقاضٍ) ممسوس بالجن الذي قاده للفساد، ووصولاً إلى مستشفى عرقة، الذي كان سهرة ممتعة لشبان الرياض الذين هبوا (لملاقاة الجن) وجهاً لوجه، حتى قيل إن الجن هرب و(هج) من المبنى، بسبب صراخ الشباب، وكثرة السيارات التي جاءت للتأكد من صحة الرواية، والفوز بصورة (سلفي مع جني)؟!.
آخر صيحات الجزء الآخر من (ساكني الأرض) - أعاذنا الله من شرورهم -، أنهم يستوطنون مدرسة قرية (الشلايل) جنوب المدينة على طريق هجر، وأن الطالبات تغيبن عن الحضور بسبب الخوف من الجن والمس، بينما أرسلت إدارة التعليم بالمدينة المنورة فريقاً عاجلاً (للاطلاع والوقوف على واقع المدرسة)؟!.
لا أعرف هل ينتظر من هذا الفريق البحث عن (الجن) في فصول الطالبات مثلاً؟.. خصوصاً وأن الأخبار تتحدث عن الاستعانة (برقاة وقراء) من أجل طرد الجن من المدرسة؟!.
السؤال لماذا يختار (الجن) مدرسة بنات قبل الاختبارات بأسبوعين؟!.
وهل ضاقت الأرض على هؤلاء للتوجه (للفصول الدراسية)؟!.
إصابة بعض الطالبات بالتشنج والإغماء، ربما تكون دليلاً على وجود مثل هذا الأمر، وربما هي مجرد شعور بالخوف النفسي نتيجة تعرض حالة أو اثنتين لمثل هذا الأمر!.
يجب أن لا نستعجل وننتظر، فمن حق أهالي القرية الاهتمام بهم، ومن حق الطالبات تهيئة الجو التعليمي المناسب لهن!.
كما أنه من حق الوزير أن ندعو له بالتوفيق، فالتعامل مع (الجن) مهمة جديدة، تستحق أن نرقب طريقة معالجتها؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.