خالد عبد الرحمن الطياش
هكذا وصف المدرب الإيطالي ماسيمليانو آليجيري لاعبي برشلونة خلال مجريات المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة فريقه يوفنتوس ضد ريال مدريد يوم الأربعاء الماضي، وقتها أجاب على أحد الأسئلة المتعلقة بمواجهة محتملة لفريقة (السيدة العجوز) مع برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا قائلاً: «برشلونة فريق إستثنائي في عصرنا الحالي، ويمتلك مهاجمين كالشياطين يصعب على أي فريق إيقافهم». في إشارة واضحة من المدرب المتألق الذي خطف الأنظار في القارة العجوز خلال منافسات الموسم الحالي للقوة الرهيبة التي يتمتع بها مثلث الرعب (لويس سواريز، نيمار داسيلفا، وليونيل ميسي).
ولم يكتف أليجيري بتلك الكلمات فقط بل إنه واصل حديثه بكل ثقة عن المواجهة المرتقبة بين العملاقين الأوروبيين بقوله: «أن تواجه برشلونة في مباراة واحدة فقط.. ليس كأن تواجهه في مباراتين، فالأمر مختلف تماماً.. والفرصة تبدو أفضل خلال تسعين دقيقة». ويتضح لنا هنا ثقة المدرب من صمود فريقه أمام قوة برشلونة خلال تسعين دقيقة أفضل بكثير من مواجهتهم خلال مباراتين لمدة 180 دقيقة.
أعجبني بالفعل قوة الشخصية التي أظهرها لنا المدرب أليجيري وهو يدير ظهره لكل مطالبات الصحف الإيطالية والنقاد والخبراء باللعب بخمسة مدافعين في لقاء الإياب في ملعب «سنتياغو برنابيو» ويزج بأربعة مدافعين فقط معتمداً على نفس الطريقة التي خاض بها لقاء الذهاب والتي مكنته من الخروج فائزاً بنتيجتها (2-1). الكل كان يعتقد بأن أليجيري سيلعب بالمدافع الايطالي الدولي أندريا بارازلي بجوار كلاً من كيلليني وبونوتشي على أن يلعب ليتشتيستاينر في خانة الظهير الأيمن، وباتريك ايفرا في الظهير الأيسر.. إلا أن أليجيري احتفظ بمدافعه الدولي المتمكن حتى الدقيقة 79 ليدفع به بعد أن تأكد من أن نتيجة التعادل (1-1) ستصمد طوال العشر دقائق المتبقية خاصة في ظل تراجع عطاء رونالدو ورفاقه بسبب الجري طوال دقائق المباراة.
أليجيري الذي فاز بجائزة أفضل مدرب في الدوري الإيطالي حينما كان مدرباً لنادي كالياري الايطالي قبل أعوام مكتسحاً كل المنافسين في الأندية الكبيرة (في الكالتشيو).. إكتسب بعد ذلك خبرة ليست بالهينة في إشرافه الفني على نادي ميلان أثناء مشاركاته المحلية والأوروبية، ليأتي بعد ذلك يوفنتوس ليقطف ثمار تلك الخبرة العريضة التي اكتسبها أليجيري ويحقق طموحاته بالوصول لنهائي البطولة الأغلى في القارة العجوز.. وقد تكون كلمات أليجيري على أنه سبق له وأن وقف في ملعب «سنتياغو برنابيو» مع نادي ميلان فيما مضى، ويعرف تماماً كيف سيواجه الريال وأنصاره.. هو أكبر دليل على أن يوفنتوس يقطف في هذا الموسم ثمار الخبرة التي اكتسبها أليجيري مع ناديه السابق.
في المقابل يواجه لويس انريكي حدثاً كبيراً هو الأبرز خلال مسيرته الكروية بكل تأكيد حينما يقف على الخط لإدارة فريقه فنياً في نهائي برلين في السادس من الشهر المقبل، وسيدعم حظوظ أنريكي في النهائي المرتقب تواجد القوة الهجومية المرعبة التي وصفها أليجيري (بالشياطين)، وسيتيعن على انريكي تهيأة لاعبيه بدنياً وذهنياً ليكونوا في يومهم متى ما انطلقت صافرة المباراة النهائية، وإلا فإن لخبرة المدرب أليجيري ومحاربيه بقيادة المخضرم أندريا بيرلو سيكون لهم كلمة قوية لتقال متى ما تاه ميسي أو تباطئ نيمار أو إستسلم سواريز للكماشات الدفاعية التي ستواجه.
لا يختلف اثنان على أن برشلونة هو المرشح الأكبر لنيل اللقب الخامس خلال تاريخه الطويل، ويتفق الجميع (بعد أن استنقصوا من قوة يوفنتوس) على أن فرقة السيدة العجوز لن تكون لقمةً سهلةً للمبدع الأرجنتيني ورفاقه. كما أن الضغوطات ستكون أكثر على البلوغرانا ومدربهم خاصة وأن اليوفنتوس لا يملك ما يخسره في نهائي البطولة الأوروبية حيث أن الفريق تجاوز طموحاته بالفعل في الوصول للدور نصف النهائي، وأن أمر تخطيه للدور الماضي يعد إنجازاً بحد ذاته للفريق ومدربه.