سلطان المهوس
أواجه سيلاً من الاختلاف مع أصدقائي الرياضيين القريبين والمؤثرين بالمشهد العام رياضياً وكروياً من إداريين وإعلاميين بسبب استراتيجية الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالله بن مساعد، وتحديداً فيما يخص اختياراته العناصرية للمواقع الإدارية.
أنا أرى أن من حقه بوصفه قائداً أن يختار الفريق الذي يطمئن إليه ويثق به، وذلك من أبسط حقوقه كي يكون التقييم عادلاً لمخرجات عمل رعاية الشباب واللجنة الأولمبية، خاصة أن فكر ابن مساعد مختلف وغير تقليدي، ولديه طموح وطني كبير..
أصدقائي الأعزاء يرون عكس ذلك؛ فهم يعبرون عن امتعاضهم لأن الأمير عبدالله لا يختار سوى أصدقائه والمقربين منه، ويبعد كل من لا يعرفهم عن الترشيحات والمناصب، ولا يثق سوى بمن يعرفهم فقط؛ ما يجعله يظلم كثيراً من الكفاءات التي من سوء حظها أنها لا تعرف الأمير عبدالله، ولم تعمل معه سابقاً؛ لذلك هي خارج المشهد..!!
أحد المختلفين معي بشدة هاتفني أمس، وقال: «شفت أمين عام اللجنة الأولمبية السابق محمد المسحل وين راح؟؟».
قلت له: «وين راح»..!!
قال: الآن أصبح ناقداً حصرياً ببرنامج أكشن يا دوري.!!
قلت: «طيب وش المشكلة؟؟».
قال: عرفت الآن أن الكفاءات بحسب القرب والبعد من الرئيس العام..!!
طبعاً، صديقي كان متحمساً جداً لإثبات وجهة نظره، وعكسه تماماً كنت مقتنعاً بأن الرئيس العام حر باختياراته، وعلينا أن نحاسبه على مخرجات ما تحت يده من مسؤوليات تهم رياضة الوطن..
أتفهم حالة الإحباط والتشكيك التي تصيب المجتمع الرياضي تجاه أي خطط أو تغييرات؛ لأن عوامل عدة حكومية ومجتمعية ونمطية تقف حجر عثرة أمامها؛ لذلك أنا من مؤيدي عدم إعلان أي رؤى سوى تلك التي يمكن تحقيقها 100 %..!!
عودة إلى قضية الاختلاف مع أصدقائي..
سألني أحدهم، وكان محقاً: «طيب يا سلطان وين تروح الكفاءات اللي ما اقتنع فيها الأمير عبدالله رغم أن لها خبرات وتاريخ؟؟».
سؤال مهم جداً، لكن المنطق يقول إن المناصب والفرص ليست حكراً على أحد أبداً، ومثلما وصلت يوماً لأحدهم ستصل بالتأكيد للآخرين، والوطن ورياضته ليسا حكراً على كفاءة موجودة أو غائبة؛ لذلك اعتمد ابن مساعد تشكيل لجنة لاختيار ممثلي الرياضة السعودية خارجياً، وإن كنت أتحفظ جداً على اسم رئيس اللجنة، لكنها إذا ما ضبطت بأطر واضحة ومعايير عادلة ستضمن وصول الأكفأ والأفضل طبعاً بعد رأي الاتحادات المعنية. وأجد نفسي منحازاً لعدم تهميش الخبرات تماماً، خاصة تلك التي أثبتت نجاحات لافتة تحت دعوى التغيير..
حتى نعمل بهدوء، ودون ضجيج، وتحت راية هدف واحد، يجب أن نؤمن بقيمة وتخطيط المسؤول حتى يثبت العكس، وعندها من حقنا النقد والتقييم وطرح المعالجة، لكن التأويل والاحتمالات والتشكيك حالياً لن يجعلنا سوى لاهثين عن بريق شخصي، نتعارك هل هو ملك لفلان أم علان؟؟
أنا قلق فقط من أن تكون محطات التطوير الرياضي مرتبطة بأشخاص لا بديمومة تخطيط لا يتغير؛ ولهذا سنظل نخسر الجهد والمال والوقت دون طائل؛ ولهذا كلنا ندعو للمسارعة بخصخصة الأندية السعودية الكبيرة، وهو ما سيكون عنواناً لثورة التغيير التاريخية..
بالمناسبة، أنا أقدر الاختلاف مع أصدقائي، ولا ألومهم أبداً؛ فالمكاشفة والشفافية والطرح بمنطق والحوار البناء طريق حقيقي للنجاح، وهو ما يفعله ابن مساعد الآن رغم اختلافي معه ببعض القرارات، لكني أحترم قناعاته، وأنتظر مخرجاته لصالح الوطن، مع دعواتي له ولفريقه بالتوفيق والنجاح..
قبل الطبع:
القائد الماهر هو الذي يقود أتباعه وكأنه يقود رجلاً واحداً في يده
(صن تزو)