م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
) للاهتمام سحر باتع على الإنسان في مختلف ميادين عمله وعلى كامل تفاصيل حياته.. فهو يجعله يفهم الآخرين أكثر ويقترب منهم أكثر ويُحب من الآخرين أكثر ويحترمونه أكثر.. بل إن قانون الجذب قائم بكليته على الاهتمام.. فبقدر اهتمامك بالشيء بقدر ما تزيد فرصة تحقيق ما تريد من ذلك الشيء.. فإذا اهتممت بأمر رأيته ماثلاً أمامك أو عرفت عنه أو صادفته في طريقك أو حصل لك أو حصلت عليه.. الخ.
) يروي (جرينسبان) عبقري النهضة الاقتصادية التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية إبان فترة الرئيس «بل كلينتون».. والتي شهدت خلالها أمريكا محو كامل دينها الهائل وتحريك الاقتصاد بانتعاش متواصل دام ثمان سنوات.. يقول السيد جرينسبان: إنه في عام (1992م) ذهب لمقابلة الرئيس الجديد وكان ينوي تقديم استقالته من وظيفته كرئيس لبنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي ظناً منه أنه لن يستطيع العمل مع هذا الرئيس الشاب الذي يراه أقل خبرة ومهارة من ريجان أو بوش الأب.. إلا أنه خرج من الاجتماع كالمسحور وانطلق وكأنه تم تعيينه من جديد.. ولما سئل عن الذي أثر فيه وجعله يُقْدِم باندفاع وحب وولاء للإدارة الجديدة بعدما كان في طريقه للاستقالة قال: لقد ركز كلينتون علي وأشعرني أنني محور نجاحه في عمله.. فقد نسي وألغى كل شيء خارج اللقاء وركز كل انتباهه علي وعلى ما أقول.
) الاهتمام تربية.. فإذا تربيت في بيئة تهتم بك فسوف تجد أثر ذلك في نفسك وتعمل على الاهتمام بكل من تقابله .. يتعلم الطفل بين سني (3 – 6) عن طريق التقليد والمحاكاة .. يتعلم الحب والتعاطف والتسامح والاحترام والاعتدال والعدل والأدب والاهتمام .. فالطفل الذي عاش طفولته في جو عائلي متوتر تسوده المناكفة والتذمر والكراهية من أين سيتعلم الحب والتسامح والاحترام والعدل والأدب؟ أما الطفل الذي عاش طفولته في جو عائلي تسوده المحبة والتعاون والاهتمام .. فهو حتماً سيتعلم من هذه البيئة ويحاكيها حتى تصير في عقله قيم ومفاهيم لا يرضى بغيرها.
) الاهتمام شخصي وعام ويضيق ويتسع حسب شخصية الإنسان.. لكنه في كل حالاته عطاء وإيذان بالانطلاق والاستغراق والتحفز.. كما أنه مفيد فهو يوحي بالانفتاح والأمل والرغبة في التقدم والتفاؤل.. فإذا وجدت نفسك دائم الجذب للناس والأحداث الإيجابية.. فهذا يعني أنك دائم التفكير فيما وجدت وهذا دلالة على أنك مهتم بهم.. وهذا هو مكمن السر في جذبك للأشخاص والأحداث والفرص.