عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة ينتابني أحياناً بعض من الاستياء والتعجب حول ما يطرح من حديث أو تصورات أو حتى قناعات من البعض حول تحقيق فريق (ما) بطولة الدوري خصوصا مع أحقيته في الحصول عليها معتبرين ان فريقاً آخر أو فرقا كانت الأفضل ولم تخسر مثل البطل المتوج ناسين أو متناسين ان بطولة الدوري تحتاج إلى تحصيل أكبر عدد من النقاط وليس بعدد مباريات الفوز والخسارة أو أفضلية المستوى العام وقوة الأداء، فدائما من يحصل على أكبر عدد من النقاط يحصل على البطولة فقد لا يهزم فريق ولكن يخسر عددا كبيرا من النقاط نتيجة كثرة التعادلات، وإذا ما سلمنا ان هذه الآراء وهذا الطرح قد انساق خلفه من انساق من باب العاطفة والميول والحرقة احياناً على ضياع اللقب المنتظر فقد تبنت شريحة منهم عدم الأحقية نتيجة التحكيم وهذا أمر مضحك ودليل على استمرار تحجر وانغلاق الفكر، فالتحكيم قد تستفيد منه فرق وقد تتضرر، والتحكيم أخطاؤه واردة وموجودة في جميع الدوريات وفي جميع المناسبات حتى في كأس العالم الذي يتم اختيار صفوة الحكام له في العالم نشاهد ام الكوارث والظلم والأخطاء التي لا يرتكبها أجهل وأجبن الحكام والأمثلة كثيرة. وما يؤسفني أنني أسمع وأقرأ هذه العبارات والطرح المتشنج من قامات إعلامية ورجال نكن لهم كل التقدير والاحترام، ودائما ما تكون الآراء والطرح مقترنة بميول صاحبها أو عاطفته ولم تصل ثقافه هؤلاء حتى الآن إلى واقعية الأمر وتشخيص الأمور، كما يجب وهذا أحد أسباب استمرار التراجع وعدم التطور ومواكبة الآخرين الذين يؤمنون بأن التحصيل والإنجازات دائما ما تكون مقترنة بالعمل والواقعية والفكر الذي لازال مع الأسف مفقودا عند الكثير ممن يبحثون عن الإنجازات المفقودة.
حفل التتويج «أسطوري»
بالفعل إنه الابداع إنه الفخامة إنه الحدث الاميز إنه اسطوري إنه دليل على الشموخ والعظمة في بلد الخير في بلد الكبرياء والشموخ في بلد الرجال الأوفياء.. نعم إن الكلمات لتعجز وتقصر في إبداء المشاعر حول حفل لم يسبق له مثيل لقد كان مساء الجمعة الماضي غير عادي في درة الملاعب نعم لقد شهد استاد الملك فهد حفلا تحدث عنه البعيد قبل القريب، لقد عكس الامكانيات الكبيرة لبلدنا ورجاله لقد كانت رسالة معبرة للعالم بأن السعودية كبيرة في كل شيء وعلى مختلف الأصعدة نعم نملك المال ونملك الرجال ولكن قبل ذلك ملكنا الفكر والابداع، ملكنا التنفيذ والإنتاج، نحن فخورون ببلدنا منذ الأزل منذ الجمال والاغنام والصحاري قبل البترول والطرق والواحات الخضراء والتنمية العامرة والمستمرة، واليوم كل مواطن على هذه الارض أو خارجها فخور بما وصلت بلاده وما تحظى به من تقدير وتثمين لدورها الريادي على مستوى العالم، نعم إنني مثل غيري أفتخر وأتغنى وأرفع الرأس لما وصلت اليه مملكتي من عزة وشموخ وريادة حتى أصبحت حديث العالم أينما كنت وهذا ما نتطع اليه على مختلف الأصعدة ولن نتوقف عند حد معين، فالمسيرة مستمرة والوطن شامخ والقيادة عالية وقادرة ومتميزة بالحزم والعزم ورفع راية التوحيد.
نقاط للتأمل
- تحقيق النصر بطولة الدوري لموسمين متتاليين دليل على وجود العمل والاستقطابات الداخلية وإعطاء الوجوه الشابة فرصة والاعتماد بعد الله على دكة البدلاء المميزة رغم وجود بعض الأخطاء التي يجب أن تعالج.
- جاءت تغطية صحيفة «الجزيرة» المميزة لبطل الدوري طوال الموسم وتخصيص ملحق خاص عن البطل يوم السبت الماضي دليلا قاطعا وأكبر برهان بأن القسم الرياضي يقف على مسافة واحدة من الجميع، ناهيك عن حرية الطرح المتزن وعدم اعطاء المجال للإساءة اياً كان مصدرها والكبير يظل كبيرا.
- نعم خسر الهلال لقاء الذهاب أمام بيروزي بظلم تحكيمي واضح ولكن هذا لا يعفي بعض اللاعبين من تحمل المسئولية وعدم تقديم المستوى المرجو منهم، ولكن لدى الهلال فرصة لرد اعتباره وتجاوز الفريق الإيراني بعدد وافر من الاهداف عطفا على تباين المستوى وتميز الهلال عنهم بكثير.
- جاء مقال الزميل العزيز عبدالله العجلان يوم الاثنين الماضي بعدة نقاط متميزة وواقعية وأبرزها مطالبته بتكريم رئيس نادي النصروكذلك تكريس مفاهيم الروح الرياضية من خلال اشادته وثنائه على العالمي وهذا امر ليس بغريب على (ابو مشعل) بل غريب على المتشنجين والمتعصبين الذين لا يرون إلا من عين واحدة.
- إذا استمرت الأندية مع الأسف تجير إخفاقاتها وتراخي وتراجع مستوى بعض لاعبيها على التحكيم فابشروا بمزيد من التراجع والخسائر فالحكم قد يخطئ وقد يظلم ولكن لا يستطيع ان يهزم أو يقف دور الإرادة والتي يجب ان تكون حاضرة وبقوة.
- كم كنت أتمنى من الاخ الكبير والعزيز الاستاذ عبدالعزيز الدوسري عدم ترشحه للانتخابات القادمة لرئاسة نادي الاتفاق وإعطاء الفرصة للشباب ودعمهم والوقوف مع الرئيس المنتخب الجديد فأعتقد ان ثلاثين عاما كافية بتاريخ مرصع بالذهب لن ينساه لك الرياضيون يا ابو محمد.
- إذا صحت الأخبار شبه المؤكدة ان ديون نادي الهلال قد تجاوزت المئة مليون ريال فأعتقد انها سابقة لأول مرة في تاريخ الزعيم، وستكون هذه الديون مشكلة قد تبعد أي مرشح للرئاسة، وهنا سؤال كيف ومن أين تراكمت هذه المبالغ الضخمة والرئيس السابق قد أنفق ما يزيد على ثلاثمئة مليون خلال سنوات رئاسته كما ذكر سموه.
- من حق أي فريق يحقق انجازا محليا أو إقليميا أو قاريا ان يحتفل انصاره ويقيموا الأفراح والليالي الملاح ولكن دون المساس والنيل من الآخرين و»التريقة» عليهم، فالرياضة حلوة وتجمع من خلالها المتنافسون وتوحد كلمتهم والوقوف مع بعضهم في اتمام المسيرة والإنجازات ولا عزاء للمتعصبين والمسيئين.
خاتمة:
في كل يوم يمضي من أعمارنا يجب أن نتذكر إخواناً لنا غادروا هذه الدنيا بسيرة عطرة وذكر طيب فلنكن كذلك فالإنسان لا يعلم متى يغادر فلا يبقى سوى الذكرى الطيبة.
وفي كل جمعة من كل اسبوع التقي بكم عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.