جاسر عبدالعزيز الجاسر
الجرائم الإرهابية التي ينفذها الإرهابيون الذين يتخفون بأردية التطرف المذهبي تؤكد من جديد أن هؤلاء المجرمين يوظفون قليلي الفهم الذين يفتقرون للعلم لتنفيذ جرائم تهدف إلى التمهيد إلى جرائم أكبر.
والجرائم الإرهابية الأخيرة في مدينة القديح بمحافظة القطيف تكرار لنماذج تؤكد على جملة حقائق منها:
1 - الهدف من تنفيذ هذه الجرائم الإرهابية هو ضرب الوحدة الوطنية في المملكة العربية السعودية من خلال اختيار الأماكن التي تنفذ بها وتوقيتاتها، والأشخاص الذين نفذوا هذه الأعمال.
2 - بغض النظر عن الشعارات التي يعلنها من نفذوا هذه العملية الإرهابية وقبلها عبر البيانات الإعلامية التي تعقب تلك الأعمال، إلا أن المختصين والباحثين يرون رابطاً بين الإرهابيين دون تحديد لانتماءاتهم الطائفية، وأن قيادات الإرهابيين بينها تنسيق وتبادل للأدوار، فمواد التفجير والدعم اللوجستي أتى من جهة، والمنفذ من جهة أخرى، والهدف خلق فتنة طائفية من خلال اختيار الموقع الذي نفذت فيه العملية والشخص الانتحاري الذي قام بالعمل، وهذا ما يؤدي إلى صنع حالة من الغضب والتنافر بين أبناء الوطن الواحد، وبالتالي مساعدة قادة الإرهابيين على تحريض الطرف المتضرر للرد الذي سيواجه هو الآخر برد إرهابي، وهلم جرا، وهو ما يسعى إليه الإرهابيون بصنع فوضى إرهابية فوق الأراضي السعودية، وهو ما تعمل به جهات استخباراتية إقليمية الجميع يعرفها.
3 - رغم أن المنفذ الانتحاري ينتسب إلى مكون طائفي، وهو لحد الآن لم يتأكد بعد، إلا أن توظيف مثل هؤلاء المجرمين الإرهابيين يأتي من جهات إرهابية واستخباراتية لتنفيذ أجنداتها التي تسعى إلى تحقيقها فوق الأراضي السعودية من خلال تعاونها مع منظمات إرهابية هي من صنعتها في الأساس.
4 - مسارعة تنظيم داعش بإعلان مسؤوليته عن جريمة مسجد القديح، يؤكد من جديد أن هذا التنظيم الإرهابي يخدم وينفذ مخططات وأجندات قوى إقليمية بعيدة عنه مذهبياً.
5 - الإصرار على ارتكاب وتنفيذ مثل هذه الأعمال الإرهابية وضد حسينيات ومساجد معينة هدفه خلق فوضى وبؤرة مواجهة طائفية؛ لتكرار نفس سيناريوهات الفتنة الطائفية في العراق.
6 - تكرار مثل هذه الأعمال الإرهابية ووضوح التنسيق والتفاهم وتبادل الأدوار ما بين القيادات الإرهابية الذين ينسبون أنفسهم إلى المكونات المذهبية يكشف مدى زيف وكذب ادعاءاتهم بالدفاع عن المكونات المذهبية التي يزعمون الانتماء لها.
كل هذا يفرض علينا كسعوديين أن نواجه خططهم وأجنداتهم بمزيد من التكاتف وتعزيز الوحدة الوطنية، وألا نلتفت لدعوات التحريض والشحن الطائفي، والحرص على مصلحة وطننا؛ حفظاً لمستقبل أهلنا وأبنائنا ووطننا.