سعد السعود
حملت أمسية الجمعة الماضي أفراحاً شبابية وسط كومة ما عاناه الفريق الأبيض الكبير من آلام هذا الموسم.. وذلك عندما توج الفريق الأولمبي ببطولة دوري الأمير فيصل بن فهد.. حيث استطاع رفاق الصليهم والبيشي وجوهر والفهد والمقباس من مصافحة الكأس.. وذلك بخماسية نظيفة في مرمى الرائد.. وسط إبداع مواهب ينتظرها مستقبل فريد.. وإن كانت سهام النقد قد طالت الإدارة الشبابية على ما وصل إليه حال الفريق الأول.. فإنه حق لها الإشادة فيها على مستوى الفريق الأولمبي.. خصوصاً وسط موسم مليء بالمنغصات والإصابات.. وفي ظل ظروف عاندت الأبيض الصغير لكنه تغلب عليها في أهم الجولات.. ليطوق عنق الليث -أخيراً- بذهب البطولات.
وحتى لا يفقد الشباب هذا الجيل الرائع والذي هو نتاج عمل أربعة أعوام ما بين الإدارة السابقة وصولاً للحالية.. ليصل الآن الفريق لمنتصف الطريق المرسوم.. وحتى تكتمل الصورة فإنه يجب أن تتبع الخطوات السابقة بأخرى لاحقة حتى يكتمل العمل ويصل لمنتهاه.. لذا على الإدارة الشبابية عدم تكرار التجربة السابقة للفريق الأولمبي الذهبي قبل فترة.. عندما لم يتم إقحام جيل صقر وعبدالله عطيف والقميزي والمنيف.. فلم يمنح اللاعبون الفرصة للمشاركة ليفقد الشباب لاعبين كانوا سيخدمونه لسنوات.. عليه فأهم خطوة هي تصعيد المميزين من الجيل الحالي ومنحهم فرصة المشاركة وذلك بالتخلي عن المستهلكين الكبار ممن حجزوا مقاعدهم بالفريق الأول من أعوام.. بالإضافة إلى إعارة البقية ممن تتوسم فيهم الإدارة الفنية فائدة مستقبلية.. حتى لا يندم الفريق على التفريط بأي موهبة يمكن أن تخدم الفريق لسنوات.
وعودة لمساء التتويج وحتى لا أتجاوز نقطة يجب الإشارة إليها.. وهي ما تؤكد كيل اتحاد الكرة بمكيالين في تعاملاته مع الأندية.. ففي حين قام رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم شخصياً بتتويج بطل كأس الأمير فيصل العامين الماضيين من على منصة (معتبرة) فوق أرضية الملعب.. لم نجد أثراً للأستاذ أحمد عيد في التتويج الشبابي.. حيث اكتفى اتحاد الكرة بإيفاد الأستاذ عبدالله البرقان ليقوم بتوزيع الميداليات الذهبية من على طاولة تشبه طاولات المدارس تم (تدبيس) قماش أخضر عليه في المنصة العليا للملعب.. في خطوة مستغربة تنم عن لا مبالاة بأهمية الحدث وتغييب تام لمبدأ المساواة بين الأندية.
أخيراً، همسة للشبابيين: نعم الفرح حق مشروع بل ومبرر لكل الليوث بعد هذه البطولة.. لكن يجب ألا تنسى الإدارة أولاً وقبل الجماهير ما حدث هذا الموسم من كوارث إدارية وفنية.. فالعقلاء الشبابيون يدركون أن بطولة افتتاحية وأخرى سنية لا تشبع نهم المشجع الشبابي.. وأن السقوط في أربع محطات رئيسية ما بين دوري وآسيا وكأسي الملك وسمو ولي العهد.. هي حتماً تجربة مريرة لا يمكن أن تغيب من المشهد.. وهو ما أكده صراحةً أحد مكاسب الشباب هذا الموسم الدكتور محمد الناصر المتحدث الرسمي للنادي وذلك عبر تغريدة في حسابه الخاص حيث قال: (... انتهى الموسم الشبابي.. البداية سوبر والختام فيصل.. مبروك لكل ألماسي.. ومع ذلك موسم غير مرضي).. لذا فعلى الإدارة هذا الصيف عمل جبّار لتعيد لليث عنفوانه.. ولعل التوقيع مع المدرب الأورجواني وثمالي الفيصلي هي فعلاً البداية لتجاوز عثرات ما كان.. مع تأكيدي على عدم الحكم المسبق سواءً على المدرب أو اللاعب.. لكن الأهم أن يلي تلك الخطوتين خطوات أخرى على الصعيد الإداري والفني حتى ينفض الشباب عن وجهه غبار موسم عاصف مر به.. ليعود ويمطر من جديد إبداعاً وإمتاعاً.
على السريع
- إعلان الحكم عبدالعزيز الفنيطل للاعتزال.. أظنه وبلا مبالغة أحد أجمل الأخبار من لجنة التحكيم هذا الموسم..خصوصاً بعد ما ارتكبه من أخطاء كوارثية أسهمت في إقصاء الشباب من كأس الملك.. وأتمنى أن تطال عدوى الاعتزال رئيس اللجنة وبعض حكامها.
- إذا ما أراد الشبابيون استمرار العمل المميز في الفئات السنية.. فالتجديد مع المدرب عادل عبدالرحمن مطلب ملح.. خصوصاً وهذا المدرب هو من قدم هذا الفريق الأولمبي بعدما عمل معه لثلاث سنوات وتعهد لاعبيه بالمشورة الفنية والجرعات التدريبية ليخرج بأجمل حلة.
- ما يحدث باتحاد كرة القدم وصل لأدنى درجات الإهمال.. فالترجمة الخاطئة لخطاب معاقبة لاعب النصر فابيان.. وهو الخطاب الذي لم يتجاوز الأسطر.. يجعلنا نتساءل كم من كوارث إدارية مرت؟ وماذا ننتظر من منظومة في أبسط واجباتها أخفقت؟!
- استمرار التجاوزات الإيرانية ضد الفرق السعودية كلما كانت اللقاءات هناك.. تؤكد أن لإيران مكانة خاصة لدى الاتحاد الآسيوي.. فلا يعقل أن لجنة الانضباط الآسيوية تهرول عند أدنى خطأ لدينا.. في حين تغمض عينيها وتصم آذانها عن كل التجاوزات الإيرانية.
خاتمة
(رب اجعل هذا البلد آمنا).