سعد البواردي
يجب ألا يغيب عن بالنا ولو للحظة واحدة (مشروع الشرق الأوسط الجديد)، الذي يعني تقسيم وتجزئة عالمنا العربي إلى كانتونات صغيرة تشرق بسيل دمائها ودمارها ولا (الفوضى الخلاقة) التي تثير الفتنة والفوضى بين المذاهب المختلفة.
لعلي واحد من الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة.. وما نشهده اليوم على ساحة الشرق الأوسط عبر ساحته إلا التأكيد على صدقية المؤامرة المدمرة التي نشهدها ابتداء من تسليم العراق بعد احتلاله إلى شيعة العراق الموالين لطهران لإقصاء السنة وإذلالهم.. وإلا كيف نفسر سقوط الموصل وترك عتاده دون مقاومة إلى داعش ويتكرر الموقف نفسه.. انسحاب من جانب واحد من الأنبار دون مقاومة وترك سلاحه لداعش كي تستقوى به.. تقتل وتدمر به البشر. والحجر. والشجر..
وبماذا نفسر على مشهد من العالم قوى الظلام وهي تجز الرؤوس.. وتلقي بالجثث في مياه الأنهر.. وتدمر معالم الحضارة الإنسانية.. وتحرق المكتبات.. والغرب بحضارته الانسانية المزعومة لا يتحرك له ساكناً.. وكأن شيئاً لا يعنيه.. ولا يهمه..
داعش هذه النبتة الشيطانية السرطانية التكفيرية من أي حقل جاءت؟ ومن يقف خلفها من وراء ستار يشارك أو يبارك؟! مجرد سؤال لا يحتاج إلى جواب.. أكثر من أنها أداة هدم وظلم وظلام عهد إليها بالانابة القيام بالدور الخفي للمشروع الاستعماري المرسوم لهذه المنطقة.. وإشاعة الفوضى الحارقة والحالقة فيها.. بداية من العراق مروراً بسوريا وصولاً إلى لبنان ومصر وليبيا نهاية بدول الخليج لاشغالها عن التنمية والأمن والاستقرار المنشود. إيران الملالي داعش بكل أدواتها ومطامعها الفارسية.. أنصار اللات والعزى وهبل في اليمن داعش، أنصار بيت المقدس داعش، الحشد الشعبي في العراق داعش.. حزب الطغيان في لبنان داعش.. القاعدة داعش.. والذين نفذوا جرائمهم على ساحة وطننا الغالي داعش وتبقى داعش ذلك الموجه الآخر المستتر الذي يتحرك بخبث وخديعة لخدمة واحة ديمقراطيته المزعومة في الشرق الأوسط إسرائيل يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ خطه كما يروغ الثعلب.
أخيراً قالها أبو فهد بملء فم عاصفته الجسورة الجديرة بالاحترام ومعه أشقاؤه.. (بيدي لا بيد ملالي قم) ودواعشهم وحلفاؤهم.. لقد وعينا الدرس.. لا هوان بعد اليوم: ولا خديعة أو وعود كاذبة.
ما حك شعرك مثل ظفرك
فتول أنت جميع أمرك