خالد الربيعان
هل تعلم أن أقصر طريق للربح من الأندية في كرة القدم هذه الأيام هي بإخراجها من حيز أندية كرة القدم والتعامل معها على أنها شركة تجارية بحتة!!.
نعم شركة تجارية هدفها الأول هو الربح, نشاطاتها هي بيع وشراء اللاعبين، وبيع تذاكر المباريات، ومنتجات الفريق، والتعاقد مع شركاء ورعاة ومستثمرين، والتسويق الرياضي لكل ذلك بأساليب مبتكرة للغاية.. تلك هي القضية التي تشغل بال جميع الأندية الأوروبية الآن، ونحن في مرحلة كيف نلعب كرة القدم، بينما هم لعبوها وسئموا منها وحوّلوها إلى نشاط جديد!.
الدليل على نجاح هذا الأسلوب هو الملكي ريال مدريد، الذي كان يسير بشكل اعتيادي حتى عام 2000، وتوّج بلقب نادي القرن، ثم فكر في طريقة جديدة لكل شيء بعد أن حاز على كل شيء!
أصبح ريال مدريد الآن شركة عالمية عملاقة مقرها إسبانيا، شركة لها علامتها التجارية وأسهمها في البورصة، ونشاطها الأول هو البيع والتجارة والتسويق الرياضي عبر اللاعبين، ولكن القضية أن ريال مدريد قد ابتكر الدخول إليها من أوسع وأكبر الأبواب، باختراع لقب الجالاكتيكوس!.
هي كلمة إسبانية تعني مجرة النجوم!، مصطلح أطلقه رئيس النادي فلورنتينو بيريز عام 2000، لسياسة تسويقية خالصة اعتمدت على استقدام وجلب نجوم من العيار الثقيل، أكبر النجوم في العالم، بغض النظر عن النتائج، ولأن أغلب هؤلاء النجوم يلعبون في خط الوسط والهجوم، صرح أنه لا يهتم بالدفاع طالما معه أعلى النجوم موهبة في كوكب الأرض!، كانت السياسة هي «ليست مشكلة أن يصاب مرمانا بهدفين، ففي نفس الوقت سنسجل خمسة أهداف أخرى!».
جلب ريال مدريد في بداية هذه السياسة التسويقية، فيجو بـ 39 مليون إسترليني, زيدان بـ44 مليوناً، رونالدو بـ26 مليوناً، بيكهام بـ25 مليوناً، مايكل أوين بـ8 ملايين فقط، بجانب نجوم أخرى كانت موجودة بالفعل مثل راؤول وروبرتو كارلوس!.
كانت النتيجة حضور جماهير ريال مدريد جميع المباريات بدون وجود مقعد خالٍ، وحضورهم التدريبات، حصد أغلب ما تم دفعه عبر تذاكر المباريات وحقوق البث وبيع قمصان هؤلاء الأساطير خصوصاً بيكهام الذي غطت أرباح قمصانه على ما دُفع فيه في أول موسم فقط!.
مرت المواسم وسط مهاجمة البعض لتلك السياسة، الجميع لم يعرف ما يفعله ريال مدريد إلا مشجعوه!.. فيما بعد عرف الجميع أن ريال مدريد سبق الجميع في مفهوم الاستثمار الكروي، عرفوه متأخرين بعدما أصبح ريال مدريد رسمياً أغنى نادٍ في العالم، هذا الموسم 2014 أيضاً حققها بإيرادات 549.5 مليون يورو، ليكون الأغنى.. للعام العاشر على التوالي!!.
إنه الملكي
بعد نجاح الموجة الأولى، ريال مدريد حقق الموجة الثانية من الجالاكتيكوس، جلب رونالدو، وأوزيل وكريم بنزيما
وكاكا وألونسو وجاريث بيل في موسمين فقط!!.. دفع فيهم ما مجموعه 400 مليون يورو ليربح ضعفهم في الموسمين!، الموسم الماضي فقط ربح 113 مليوناً من التذاكر، و 204 ملايين من البث التليفزيوني، و 231.5 مليون من التسويق الرياضي!.