زكية إبراهيم الحجي
ارتكاب الأخطاء يُكلِّف أثماناً باهظة.. والسعي المحموم وراء من لا تثق في مصداقيته، وأنت تعلم علم اليقين بذلك يُسقطك في الهاوية، ويبدو أن الرئيس الأمريكي»أوباما» ما زال محموماً بالركض خلف من لا يمكن الثقة به.. النظام الإيراني ورموزه.. ولا بأس في ذلك، فالطرفان لا يُؤمن جانبهما والطيور على أشكالها تقع.
السؤال.. ترى هل يتعمّد الرئيس الأمريكي تجاهل السياسات الإيرانية العدوانية ونفوذها المتنامي في لبنان وسوريا والعراق واليمن إلى أن وصل بها الأمر حدَّ العبث بأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي.. أم أنه يُطارد قوس قزح بأضغاث أحلامه ما جعله يلتزم الصمت حيال تدخلات إيران المتنامية في الوطن العربي، مما أتاح لها الوصول إلى اليمن.. وتهديد دول الأمن والاستقرار.. المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج العربي.
بالعودة إلى تاريخ العلاقات العربية - الإيرانية الحافلة بالتجاوزات التي عانى وما زال يعاني منها العرب منذ النشأة الأولى لهذه الدولة تبقى سياسة إيران الخارجية هي سياسة استفزاز وتطاول وتدخلات سافرة في المنطقة للعبث بأمنها واستقرارها بإثارة الفتن الطائفية وتحريك خلايا التخريب التي زرعتها في المنطقة، وكأنما وجود المنطقة العربية بجوار إيران خطأ كوني تريد تصحيحه وضمّه لكيانها، فتحقق حلماً أقضَّ مضجعها لعقود من الزمن ألا وهو استعادة الإمبراطورية الفارسية والهيمنة على جغرافية المنطقة العربية.. وما ذلك سوى أضغاث أحلام هيهات أن تتحقق في ظل عاصفة حزم قد بدأت فهزت كيان إيران وفروعها من حزب الله والحوثيين وغيرهم من الطوائف الموالية لها.
لقد أثبتت سياسة إيران التخريبية العدائية والمختبئة داخل عباءات الولي الفقيه بأنها سياسة الصياد الخبيث الذي يبحث دوماً عن صيد ثمين في المناطق الموبوءة بالأزمات، وإن لم يجدها يصنعها بمباركة بمن سمَّاه الشيطان الأكبر سابقاً، وقبل أن يبدأ استلطافُ غزلٍ عذريٍ بينهما، ويبدو أنه ومن خلال هذا الاستلطاف المبني على تبادل المصالح.. استطاعت إيران أن تقنع شيطانها الأكبر بأن تكون شريكة على الأرض في محاربة الإرهاب لتغطية سوأتها لكن أنّى لها ذلك وهي منبع الإرهاب بذاته.. فكل منطقة يحط بها إعصار النفوذ الإيراني يحوّلها لواقع سياسي مضطرب ومشوّه يتجسّد عبر التحكم بأمور السلطة وفرض ما يمليه أصحاب العمائم الإيرانية.. فهل هم وكلاء بالتوريث عن أمة العرب وأرضها.
على مدى شهور مضت والحوثيون والميليشيات الموالية لهم وللمخلوع علي عبد الله صالح تُصعِّد حملتها الشرسة على اليمن مدعومة من إيران التي باتت شوكة في جسد المنطقة العربية.. لم تقف عند هذا الحد، بل وصلت تهديداتها إلى حدود المملكة العربية السعودية لزعزعة أمنها واستقرارها، إلا أن المفاجأة غير المتوقعة ألجمت النظام الإيراني وفروعه.. عاصفة الحزم التي باتت واقعاً على الأرض أحيت حلماً كاد أن يتلاشى وسط عالم يركض خلف التجمعات الإقليمية والكيانات الدولية.. عاصفة الحزم لم يكن هدفها تسجيل نصر عسكري بقدر ما كانت تهدف إلى قطع الطريق أمام الأطماع الإيرانية.. عاصفة الحزم استجابة فورية لنداء الشرعية اليمنية.. عاصفة الحزم نقطة تحوُّل في المشهد العربي ورسالة قوية لأصحاب العمائم الإيرانية ونظام الملالي وأنصارهم.. بأن أي تسويات سياسية بينهم وبين شيطانهم الأكبر لن تكون على حساب العرب.. وأن التّشدق بالإمبراطورية الفارسية أضغاث أحلام سيقابلها ردعٌ بعاصفة حزم.