فهد بن جليد
في المملكة لدينا أكثر من (41 منفذا جمركيا)، منها (15منفذا بريا) و (11 منفذا بحريا) وأكثر من (14 منفذا جويا) إذا ما أدخلنا بعض المطارات التي بدأت في استقبال رحلات دولية، إضافة إلى منفذ المينا الجاف بالرياض، وهذا ليس هو الجهد الوحيد لرجال الجمارك؟ فهناك (4 مكاتب للجمارك في البريد)، إضافة إلى (27 نقطة تتبع) للشاحنات والحاويات، خصوصاً (الترانزيت منها)!.
وضع (رجل الجمارك) في هذه المنافذ السعودية يحتاج إلى إعادة نظر جادة، لتقييم ظروفهم، وتحسين بيئتهم الوظيفية، وتعديل (سلم رواتبهم) ليكون مُنصفاً مع جهودهم الكبيرة، ورفع مكافآتهم التشجيعية للضبطيات المخالفة، و(تعجيل صرفها) لتكون حافزاً لهم، فهم يقدمون عملا بطوليا، يشابه كثيراً (بوابة الصد الأولى) لحماية الوطن من المخاطر التي تتربص به (على مدار الساعة)!.
تحسين البيئة الوظيفية يتمحور حول الراتب والبدلات والضبطيات، والسكن، والتدريب، والتأمين الطبي، وتوفير مبانٍ مناسبة للجمارك، إضافة إلى مراعاة نفسية (موظف الجمارك) الذي ربما يعيش تحت ضغوط كبيرة نتيجة بعد مقر العمل عن عائلته، إضافة إلى ما قد يتعرض له من مضايقات وتهديد، أو إغراءات من قبل بعض العصابات أو الأقارب، فهو في نهاية المطاف (بشر)، قد يخطئ، أو يضعف، إذا ما تم حماية بيئته بشكل مناسب، لتساعده على أداء مهامه الأمنية الموكلة له، بعيداً عن أي تأثير -لا سمح الله-!.
نحن نشعر بالإكبار لهؤلاء الرجال المخلصين، ونثمن عالياً ما يحققونه من نجاحات متتالية في ضبط المخالفات والممنوعات، رغم أن مظهر رجل الجمارك وهو يعمل في الأجواء الحارة والشديدة، وتعامله مع المركبات والمسافرين، وانتقاله من سيارة إلى أخرى بشكل سريع، (كعين ساهرة) على حماية الوطن والمواطنين من خطط الأشرار، من إرهابيين ومهربين وغيرهم، ما زال يبعث في نفسك الطمأنينة أن هناك (شبابا سعوديين) تفتخر بهم، رغم أن البيروقراطية، والأنظمة الإدارية والوظيفية -لم تنصفهم- بل وقفت حاجزاً أمام تكريمهم، ومنحهم ما يستحقون!
رجال الجمارك بوابة أمان، رجال الجمارك لهم دور مهم وبارز في حماية المجتمع، رجال الجمارك يعانون بصمت، لأن واجب الوطن والوقوف على الثغور، أعظم من التراخي والبحث عن المطالب، لكن من حقهم علينا وعلى كل مسؤول تحسين ظروفهم، ومنحهم المزيد من الحقوق والمميزات، فهم يستحقون أكثر!
وعلى دروب الخير نلتقي.