د. أحمد الفراج
ترشح جورج بوش الأب لرئاسة أمريكا، في عام 1980، ولم يستطع الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، إذ كان منافسه رونالد ريجان قد نضج، وتم إعداده لرئاسة الإمبراطورية العظمى، وبما أن ريجان كان بحاجة لرجل قوي، يكون نائباً له، فقد اختار بوش الأب لهذه المهمة، وقد فاز ريجان بالرئاسة، في عام 1980، ضد الديمقراطي جيمي كارتر، ومن ثم أعيد انتخابه، في 1984، بعد فوزه السهل على الديمقراطي، والتر مونديل، وبعد نهاية فترتي ريجان الرئاسيتين، فاز بوش الأب بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة في عام 1988، وقد لاقى صلفاً شديداً، واتهم بأنه جبان، رغم أنه كان أحد أبطال الحرب العالمية الثانية!! وقد أصيب بعقدة من جراء وصفه بالجبان، ولذا كانت فرصته الذهبية في حرب تحرير الكويت، ولعل كل من عاصر تلك الفترة يذكر حماسته للحرب، وتصريحه الشهير: «سوف نركل مؤخرة صدام حسين، ونخرجه من الكويت»، ثم، بعد ذلك، قسا بوش الأب في ضرب الجيش العراقي، حتى بعد خروجه من الكويت، فهو كان مصراً على أن يصبح «بطل حرب» بأي ثمن!!
لقد ساهمت ثلاثة عوامل في فوز جورج بوش الأب بالرئاسة، في 1988، أولها أنه يحمل تجربة طويلة في العمل السياسي، فقد عمل سفيراً في الصين، ورئيساً للاستخبارات الأمريكية، ونائباً لواحد من أشهر الرؤساء، وثانيها أن الرئيس ريجان، ذا الشعبية الجارفة، شارك في حملته الانتخابية، وثالثها، وهو الأهم، أن ابنه جورج بوش الابن، الرئيس لاحقاً، أقنع جماعات المسيحيين الصهاينة بالتصويت لوالده، وهذه الجماعات كتلة لا يُستهان بها، فقد كان جورج الابن ينتمي لهذه الجماعات، وذلك منذ أن توقف عن إدمان الكحول والمخدرات، وأصبح متديناً!! وهذا يعني أن التحول من «التطرف في الانحراف» إلى « التطرف الديني «ليس حكراً على دين دون آخر، ولا على بلد دون بلد!! وقد ساهمت هذه الجماعات الأصولية في وصول بوش الابن لرئاسة أمريكا، فيما بعد، فماذا عن جيب بوش، الذي ينوي الترشح لرئاسة أمريكا، في 2016؟!!
جيب بوش مرشح قوي، وقد تحدثت تقارير عن دعم الجماعات المسيحية المتطرفة له، وهذا متوقع، فعلاقة هذه الجماعات بآل بوش تاريخية، ولكن هل الشعب الأمريكي على استعداد لانتخاب سياسي من أسرة «آل بوش»، والتي ارتبطت بالحروب الخارجية؟!! وهل نسي الشعب الأمريكي غزو أمريكا، بزعامة بوش الابن للعراق في 2003، وما جره ذلك الغزو على أمريكا من ويلات؟!! والإجابة تحتاج إلى مقال مستقل!