د. عبد الله المعيلي
لا يخفى على من يتابع توجهات الشباب، واهتماماتهم وميولهم، أنها تنصرف وبصفـة حادة إلى العمل في القطاع الحكومي، لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها أساليب التنشئة الاجتماعية التي ترى في الوظيفة الحكومية أمانا واستقرارا، هذا خلاف جملة من الاعتبارات التي ليس هذا مقام ذكرها، بينما أثبت الواقع أن من انخرط في بداية حياته في الأعمال الحرة الخاصة حقق الكثير من النجاحات التي تعد اليوم مضرب المثل، وتعد نماذج يتطلع الكثيرون إلى محاكاتها وتتبع بدء نشأتها وتكوينها، من أجل السير على منوالها ونهجها، والانخراط في قطاع الأعمال الحرة، فالفرص مازالت متاحة لمن يتطلع إلى صناعة نجاحات كحال الذين سبقوا من رجال الأعمال الذين يشار لهم اليوم بالبنان، نظرا لما لهم من قيمة مجتمعية واقتصادية يستحقونها.
في الوقت الحالي قد يستوعب سوق العمل الحكومي بعضا من الأعداد المتنامية من خريجي الجامعات والمعاهد، لكن حتما سيأتي اليوم الذي يتعذر فيه استيعاب الخريجين في الكثير من التخصصات، وقد بدت شواهد عدم قدرة القطاع الحكومي على استيعاب الخريجين في بعض التخصصات واضحة حيث بدت قوائم الانتظار تطول بهم عاما بعد عام، في العديد من التخصصات، لذا لا بد من البحث في البدائل والتعريف بها.
ففي مجال الأعمال:
1 ـ لعل وزارة التجارة والصناعة تجري دراسات جدوى اقتصادية للفرص الاستثمارية المتوفرة في السوق الاقتصادي السعودي، وذلك بعد عمل مسح في المجالات التنموية المجدية والمطلوبة كافة، الصناعية والزراعية والتعليمية والصحية وغيرها، واعتبارها متاحة للمستثمرين الشباب، مع المحفزات المادية الممكنة التي تساعدهم على البدء الجاد في التنفيذ والتشغيل.
2 ـ تصنف هذه الصناعات تكامليا بحيث تحدد كل صناعة وما يتبعها من صناعات أخرى مكملة لها حتى تكتمل المنظومة بين المستثمرين، بحيث يصبح عندنا في الآخر منظومة من الصناعات التي يكمل بعضها الآخر ويعتمد عليه.
3ـ تحدد القوى البشرية ومؤهلاتها وضوابطها، والتقنية والبنية التحتية، والميزانية التشغيلية المتوقعة، ومساحة الأرض الكافية لكل صناعة، والفرص المتاحة، والتحديات التي يجب أخذها في الحسبان من بداية العمل حتى ينتظم في الانتاج.
4 ـ تؤسس شركات محدودة نظامية لكل صناعة، تقتصر المساهمة المالية فيها على الشباب الراغب في الاستثمار في الصناعة التي يرى قدرته في إدارتها وتشغيلها، وتقرض الدولة الشركة 50 % من كلفة المشروع كافة، وتعين الدولة عضواً منتدباً منها لإدارة الشركة حتى تنضج وتستقر أمورها، على أن يسترد القرض من الشركة على مدى 25 عاماً.
5 ـ توفر في المدن الصناعية أو بالقرب منها ما يحقق استقرار الشباب العامل في هذه الشركات والمصانع، من ذلك (السكن التعليم الرعاية الصحية المرافق الترفيهية والملاعب) وغيرها مما يدفع إلى الاستقرار ومواصلة العطاء.
الحرف المهنية:
لكل منطقة من مناطق المملكة سمتها الحرفية التي تواتر أجيالها على توارث ممارسة مهن معينة نظرا لتوفر الخامات الأولية فيها، في الإحساء مثلا، مشاغل البشوت، في أبها وما جاورها تربية النحل وصناعة العسل، في القصيم زراعة النخيل وصناعة التمور، وهكذا في بقية مناطق المملكة، هذه الصناعات جديرة بالتشجيع، و تمهير من يرغب العمل فيها من أهالي كل منطقة، وإعانتهم بالقروض اللازمة التي تساعدهم على البدء في هذه الصناعات والتوسع فيها بصفة مهنية وبأعلى مواصفات الجودة.
للحديث صلة