ناهد باشطح
فاصلة:
(المهم في الثورة هو عدم تحطيم الكثير من الأواني الخزفية)
-حكمة عالمية-
من المعروف أهمية تحليل النصوص لمعرفة أثر الرسالة الإعلامية في الجمهور..
فماذا عن موقع «تويتر» هل هناك من يحلل تغريداتنا نحن السعوديين بأدوات علمية لمعرفة اتجاهاتنا الفكرية..؟..
« تويتر» كشف عن احتقان بين التيارات المختلفة في مجتمعنا بشكل لافت إذ لا يمكن لعاقل التفريق بين وجهات النظر في ظل تربّص كل تيار بشخص الآخر دون التركيز في فكره.
هذا الاحتقان مؤشر خطير يدعونا إلى فهم الرواسب التي تشكلت عبر سنوات عديدة حتى بات من الصعب أن يتفهم المتابع للآراء إذا كان المغردون يلقون بوجهة نظرهم على أرض تويتر أم بقنابل من شأنها أن تفجر ليس التيار الآخر وإنما تحدث خدوشاً في النسق الجمعي، لأن التساؤل المهم من هو الكاسب لهذه التراشقات بين الكتّاب والمثقفين وعامة الناس؟.
معارك «تويتر» تعمل باتجاه مخرجات عنصرية لا تشكل أي إضافة على مستوى الثقافة والفكر وسلامة المجتمع.. ولهذا أتساءل عن تحليل نصوص «تويتر» إذ يستطيع التحليل الإعلامي أن يكشف عن كثير من الأفكار المسيطرة على الجمهور وتحديداً تحليل الإطار الإعلامي framing analysis للتغريدات وكذلك تحليل المشاع «sentiment analysis» وهي وسائل علمية يمكن للباحث عن طريق استخدامها أن يكشف عن مضمون الرسائل التي تبث من خلال التغريدات إلى الجمهور.
تغريدات «تويتر» ليست مجرد أحرف وكلمات متراصة إنما هي تكشف بالفعل عن الأفكار غير المعلنة للمغردين والتي ربما بوعي أو دون وعي تسهم في اتساع رقعة الطائفية بدل من تحقيق الهدف الأعمق بإشاعة ثقافة التوافق بين أطياف المجتمع المختلفة.
وبعض التغريدات يمكن أن تشوش المتلقي وخاصة إذا تضمنت معلومات خاطئة. وعامة الناس قد تجهل تأثير المعلومة على المتلقي أو تضارب المعلومات. تحليل التغريدات ربما يرشدنا إلى صياغة جيدة لتوعية المجتمع بدوره في تشكيل الرأي العلام بعد ظهور صحافة المواطن التي جعلت من كل من ينشر خبراً أو معلومة صحافي عليه أن يلتزم بأخلاقيات النشر الإعلامي.
وهنا يأتي السؤال عن دور أقسام تخصص الإعلام بجامعاتنا في دراسة الظواهر الآنية في المجتمع والتي تمثل وسائل الإعلام دوراً رئيسياً في فهمها والتوصل إلى تشخيص حدوثها قبل أن تهتم مؤسسات أخرى بالبحث عن العلاج أو تنفيذ آلياته.