د. محسن الشيخ آل حسان
كلما تزايد تكالب الإرهاب على الأمة الإسلامية العريقة بجميع مذاهبها كلما تم تمزيقها وابتزاز ثرواتها واستعبادها، وإبعادها عن أهدافها التي أرسلت للخلق من أجلها. واليوم اشتدت بنا الحاجة للتفكير والتدبر أكثر من أي وقت مضى في أساليب تعاملنا نحن أبناء المملكة العربية السعودية مع بعضنا البعض وأيضا تعاملنا مع أعدائنا الإرهابين- أعداء الإسلام والمسلمين. وكلما اشتدت بنا الحاجة لأن نحل مشاكلنا وخلافاتنا بروح الآخرة ولغة العلم والمنطق والتفاهم، ومهما كانت النتائج التي سنصل لها في آخر المشوار سلبا أو إيجابا، صحيحة أو خطأ، فإن الاختلاف في وجهات النظر والآراء أمر طبيعي وصحي بين الأفكار والمذاهب المختلفة. وليس من المترقب على أي إنسان التخلي عن وجهات النظر واختلاف الآراء من الأساس، وإنما الواجب أن لايكون هذا الاختلاف سببا لعدم ارتياح أي طرف من الأطراف الأخرى وإلا يكون سببا للتباعد والتباغض والكراهية والعداوة لا سمح الله.
الإسلام هو دين التوحيد وضم الكلمة ورص الصفوف وجمع الشمل ولم الشعث، وقال عز وجل:{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (103) سورة آل عمران، وقال أيضا:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} (4) سورة الصف. إذن الإسلام يدعو إلى الاعتصام بمبادئه وتطبيق قوانينه والتمسك بالثقل الثاني الذي خلفه لنا رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. إن جميع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية كلها تدعونا للاعتصام والتكاتف والتوحد-وهي قريبة المرمى، وعميقة الغور، وإن البناء الإسلامي القائم الآن إذا كان متماسك اللبنات متراص الأجزاء مع بعضه البعض فإنه لا محالة يبقى قويا دهرا طويلا ولا يمكن لأحد أن يضعفه.
وقد أثبت المجتمع السعودي النبيل دائما وأبدا بالاتكال على الله سبحانه وتعالى ثم بالوحدة والتكاتف وحنكة وحكمة قيادته الفذة، أثبت أن قوة الإيمان بالله عز وجل لا يمكن أن تقف أمامها أي قوة كانت ما كان.
ختاما آمل أن تكون رسالتي هذه دعوة نعزز من خلالها نبذ الطائفية البغيضة!