عبدالله العجلان
كنا إلى ما قبل فضيحة (الفيفا) الأخيرة نرى هذه المؤسسة العالمية العريقة فوق مستوى الشبهات ونموذجاً للنزاهة والانضباطية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التشكيك ولا الطعن في مخرجاتها وطريقة إدارتها ونظامية قراراتها، فجاءت اتهامات (الابتزاز وغسيل الأموال) لعدد غير قليل من كبار مسؤوليها لتقلب الموازين والقناعات رأسا على عقب، وتضعها في عداد المنظمات المشبوهة غير الموثوق بها..
الخطير في الموضوع ان المتورطين يعملون ومنتشرون في الاتحادات القارية وفي مناصب عليا مهمة بالغة الحساسية، وحتى لو قيل ان التهم الموجهة لهم تتعلق ببيع حقوق نقل تلفزيوني وكسب أصوات في استضافة مونديال 2018 و 2022م إلا أنها لا تلغي وقوعهم في الجريمة وان الفاسد في شيء واحد سيشمل فساده كل شيء، كما ان احتمالية تورطه في قضايا أخرى فنية أو إدارية او مالية ستكون واردة ومتوقعة بشكل كبير، خصوصا ان هنالك تأكيدات بأن التحقيقات ستفتح ملفات لقضايا جديدة ظلت مغيبة، او بالأصح من الصعب تناولها وسبر أغوارها..
بالنسبة لنا حين يكون رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي التايلندي ماكودي ضمن قائمة المتهمين الى جانب تورطه بفساد مالي دفعه الى إقامة مشروع (الهدف الواحد) التابع للاتحاد الدولي على أرضه الخاصة التي يمتلكها، فهذا يعد سبباً كافياً يجعلنا نشك في إدارته وننتظر منه ارتكاب تجاوزات وكوارث تحكيمية على صعيد البطولات الآسيوية أندية ومنتخبات، وهو في الوقت نفسه يثبت صحة وحقيقة ما فعله الكثير من الحكام الآسيويين تجاه المنتخب والأندية السعودية وتحديدا الهلال في مواجهات عديدة، كان آخرها فضيحة نيشيمورا في نهائي آسيا..
الآن وبعد ان تداعت امبراطورية الفيفا وتحطم كبريائها وأصبحت في مهب عواصف الشك والريبة, وفقدت الكثير من هيبتها وسمعتها، وثقة واحترام المنتمين لها والمعجبين بها، فليس أمام مسيريها بدءاً برئيسها جوزيف بلاتر وأعضائها ورؤساء الاتحادات واللجان القارية سوى العمل بجد وجهد على غربلتها وإعادة بنائها وتنظيفها من المفسدين وضبط أداء كل الاتحادات واللجان والمنتسبين اليها، هذا بالطبع في حالة الا تشهد المرحلة القادمة المزيد من الفضائح ..
من الآخر
* مبروك للهلاليين وللرياضة السعودية اختيار الأمير نواف بن سعد رئيساً للهلال، هذا الذي يملك من الثقافة والفكر والخبرة والتجربة والشخصية القوية الشيء الكثير..
* بالمناسبة على الهلاليين أن يشكروا ويذكروا بالخير الرجل الكريم الوفي الداعم الأستاذ محمد الحميداني..
* الهلال إلى دور الثمانية الآسيوي، خطوة متقدمة ومهمة تحتاج من الهلاليين الى استثمارها والعمل من أجلها بتحضير عالي المستوى فنيا وإداريا في مرحلة الإعداد المفصلية..
* تأهل النصر لنهائي كأس الملك دليل آخر على أنه بالفعل زمن نصر البناء والتخطيط فكان الحصاد ما لذ وطاب من البطولات..