عبدالله العجلان
كنت وعدد آخر من الزملاء في أكثر من مطبوعة ووسيلة إعلامية، وفي مواقف وأحداث مختلفة، نحذر طيلة السنوات الأخيرة الماضية من الخطر الناتج من فوضى الإعلام الرياضي. وأكثر ما كان يقلقنا هو تسارع وتصاعد وتنوع كوارثه بسبب التمادي في ممارسة العبث الإعلامي من جهة، ولغياب المتابعة والمساءلة والمحاسبة والتصدي له رسمياً من الجهة الأخرى..
في الأسبوعين الأخيرين حدث ما كنا نخشاه، وفي مشهدين يجسدان بالشكل والمضمون والطريقة والمكان حقيقة وواقع هذا الوسط المتأزم، لكن في الوقت نفسه شهدنا خلالهما ولأول مرة موقفاً رسمياً حازماً رادعاً، يؤكد أننا في عهد الملك المطور سلمان العزم والحسم أمام توجُّه جديد، هو بالضبط ما نريده لإيقاف هذه الفوضى، وإنقاذ المجتمع الرياضي والشبابي والسعودي بوجه عام من مخاطر وإفرازات ما يبث في برامج وصحف ووسائل إعلام وتواصل اجتماعي، شكلت ثقافة فاسدة ولغة مؤذية وأفكاراً مدمرة..
اليوم ونحن نعيش هذه التحولات المبهجة، التي شملت كل قطاعات الدولة، من حيث مستوى الأداء وأسلوب وفكر وكوادر وأدوات الإدارة في الوزارات والمؤسسات والأجهزة الحكومية، إلى جانب اهتمام القيادة برفاهية المواطن وحمايته وحفظ حقوقه من أي تجاوز أو تطاول أو انتقاص من كائن من كان، وحتى يكون الجميع على علم وإلمام وإدراك لواجباته ومسؤولياته، وتحديداً في المجال الإعلامي الرياضي المحتقن، فإننا نتطلع إلى إقرار نظام صارم، يقف في وجه سائر الممارسات والأطروحات في القنوات والمطبوعات، إضافة إلى أهمية مراقبة ما يُنشر في (التويتر) بعد أن أصبح تأثيره واضحاً وقوياً، ومعاقبة الحسابات التي تتعمد الإساءة والتجني والإيذاء والطعن في الذمم، وتلك التي تلاحق المشاهير، وتقتحم خصوصياتهم، وتترصدهم بطريقة بذيئة ودنيئة. هؤلاء جميعاً لن يتخلوا عن تهورهم وسلوكياتهم الشريرة إلا باعتماد هذا النظام من قِبل الجهات المختصة، وتطبيقه على الجميع بلا استثناء..
من جديد أعود لأقول: إن ما نسمعه ونشاهده ونقرؤه لم يعد أمراً يمكن احتماله وتبسيطه والتغاضي عنه، أو حتى معالجته بالطرق التقليدية والتوعوية التي أثبتت فشلها وعدم جدواها، وإنما بقرارات وأنظمة تتماشى مع المتغيرات الجديدة، وتقطع دابر الإفساد الفكري والثقافي والسلوكي الذي بات يخيم ويعطل ويشوه سمعة وقيمة ومعنى الرياضة ومنسوبيها والمتفاعلين معها والمتحمسين لتطويرها والارتقاء بها وبمنافساتها ومخرجاتها..
من الآخر
* كثيرون لا يدركون أن وجود أنظمة رقابية حازمة هو في النهاية يمنع تماديهم وحماية لهم وتصحيح لأخطائهم وفرصة لمراجعة حساباتهم قبل أن يتورطوا بارتكاب كوارث تقطع رزقهم، وتشوه صورتهم، وتقضي على حاضرهم ومستقبلهم..
* يتخوف الوسط الرياضي من أن يكون الترشح لمناصب لجان الاتحاد الآسيوي مبنياً على العلاقات والفزعات، أو أن يتحول إلى مكافأة ورد جميل لمواقف شخصية سابقة، وليس على معيار الكفاءة والمؤهل والسيرة الذاتية الناجحة..
* الأكيد أن النصر والأهلي قدما المهر الغالي لتحقيق بطولة الدوري، وأي منهما جدير بنيلها..
* أي زيادة لعدد فرق الدوري ستكون بمنزلة الضربة القاضية على القليل مما تبقى من قوة وإثارة الدوري..