فوزية الجار الله
كتبت مؤخراً عن جمعية حفظ النعمة وقد كان الدافع الأول لي في الكتابة هو الاسم ذاته «حفظ النعمة» رغم أني لم أتجاهل المعنى الذي يمثل الهدف الفعلي لإنشاء مثل هذه الجمعيات وهو الأهم.
ذلك المعنى الذي تكرسه وتسعى لتحقيقه جمعية «إطعام» بشعارها اللطيف الذي يزاوج بين لونين جميلين هما الأخضر والتفاحي، ذلك اللون الذي يرمز إلى أكثر من معنى أو فكرة جميلة فهو لايوحي وحسب بذوق رفيع في الاختيار وإنما يوحي بوعي وحكمة لما تعنيه الجمعية وهي تسعى لتحقيق الأفضل لهذا المجتمع ، فاللون الأخضر يوحي بالبهجة والفرح يرمز للحب وللحياة كأجمل ما تكون.
وبما أننا قد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من شهر رمضان الذي يصبح مناسبة رائعة للحث على أعمال الخير بكافة المجالات ، هنا تأتي أهمية مثل تلك الجمعيات النشطة الفاعلة.
يقول أحد المسؤولين في أحد الفنادق الكبيرة (إننا نقدم سنوياً أكثر من ستين ألف وجبة وأن ثلاثين بالمائة من هذه الوجبات يعتبر فائضاً عن الحاجة !!) ومن هنا تأتي فائدة وقيمة أن يكون هناك مستقبلاً لهذا الفائض.
وأيضاً حسب البيانات الإحصائية المذهلة التي وجدتها في الفيديو المتضمن استعراضاً لجمعية إطعام أهدافها وإنجازاتها فإن مليار وثلاثمائة مليون طن من الغذاء يُرمى في النفايات، هناك ثمانمائة وسبعون مليون جائع حول العالم يومياً، هناك شخص واحد من كل ثمانية أشخاص ينام جائعاً كل ليلة. نسبة هدر الغذاء في السعودية ومنطقة الخليج وحدها يقدر بخمسين إلى سبعين بالمائة (50 - 70%) في المنطقة الوسطى وحدها.
وباستعراض هذه الإحصاءات المخيفة يصبح من الضروري ومن الأهمية بمكان النظر إلى أهمية حل هذه المشكلة والتوقف عن هدر الغذاء من خلال احتوائه وحفظه وإعادة توزيعه إلى المحتاجين الفعليين له، وهذا ماتقوم به جمعيات حفظ النعمة وفي مقدمتها جمعية «إطعام» مشكورة.
من الإنجازات الرائعة التي تقدمها جمعية «إطعام» هو تشغيل الشباب من ذكور وإناث إما بشكل رسمي أو تطوعي بحيث يساهم ذلك في الحد من البطالة وإيجاد فرص لعمل الشباب إضافة إلى تشجيع العمل التطوعي.
لا أتحدث هنا لأن الطعام هو الأهم فنحن لا نعيش لنأكل وإنما نأكل لنعيش، وأيضاً لا أكتب لأشجع على التواكل لمن نسميهم المحتاجين فقد كان نبي الله داوود يحب أن يأكل من عمل يده ، لكن رغم ذلك يبقى هناك محتاجين لسبب أو آخر إما أنهم تحت خط الفقر أو أن الظروف أجبرتهم على مثل هذا الدور أو أنهم «عابري سبيل» وهم الذين ذكرهم الله في القرآن، لكن ما أجمل أن نكون متكاتفين متعاونين لأجل مجتمع أفضل.