فاطمة العتيبي
كيف يترك شاب أحلامه وطموحه ويطوي صفحة أيامه مبعثراً لحمه ودمه على نواصي الشوارع؟ بماذا تغويهم داعش؟ كيف تذهب عقولهم؟ وبماذا تدغدغ مشاعرهم؟ حسب تقرير نشرته التايم الأمريكية بحثت فيه أسباب التحاق بعض الغربيين المسلمين في داعش رغم السمعة السيئة لهذا التنظيم والوحشية التي اشتهر بها؟ قال «جوشوا لانديس» المتخصص في شئون سوريا بجامعة «أوكلاهوما»: «إن السبب الأكبر في ذلك يكمن في أنها توهمهم بأن فلسفتها ترحب بجميع المسلمين على قدم المساواة، وأنها تشرع في بناء الدولة الإسلامية الخالية من التفرقة». وتبدو كلمة المساواة ومرادفاتها هي كلمة السر الذي تعمل داعش عن طريق تكرارها والتأكيد عليها على جعل وحشيتها مقبولة في عقول الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السادسة عشرة وهم هدفها وهم من تقيم لهم شباك صيدها وتزرع لهم الطعم لأن هؤلاء الصغار لم يبرحوا بعد أفلام الكارتون وألعاب البلاستيشن التي تقوم على الحرب والقتل والتمزيق والوحشية، يرفد ذلك دغدغة العنفوان المراهق في لقاء الحور العين عاجلا غير آجل وخطاب كراهية يصبحون عليه ويمسون يجعل الغرب عدوا وكل من جنح إلى السلام وسعى إلى حقن الدماء خائن. دعونا نبحث أكثر في الأسباب الجوهرية فنصف الحل في تحديد المشكلة!