عبدالواحد المشيقح
الهلال والنصر (هُما) العنوان البارز للكرة السعودية.. وتاريخهما الكبير هو تاريخ للحركة الرياضية في بلادنا.. فعن طريقهما عرفنا الفن الكروي.. وبحضورهما يحل الجمال.. وتحضر المُتعة.. ومن خلالهما يستمتع الجميع بكرة الإمتاع الحقيقية.. فما بالك إذا كان لقاؤهما هذه المرة على نهائي كأس الملك.. وبرعاية كريمة من أغلى الناس.
نحن على موعد جديد.. مع قمة جديدة.. طرفاها الكبيران الهلال والنصر.. في نهائي سيجعل جماهير الفريقين مشدودي الأعصاب.. فهي مُباراة قابلة لأي شيء.. والحظوظ فيها - برأيي - مُتساوية.. وفارسها سيكون من يتعامل معها بالشكل الصحيح.. ومن يؤدي لاعبوه بروح عالية.. وتصميم وقتالية.. ومن لا يُهون نجومه من شأن الطرف الآخر..!
دونيس وداسيلفا من ينجح في التعامل المنهجي والمنطقي.. وتوظيف عناصر فريقه بالشكل السليم.. والاستفادة من قُدرتها.. سيفرض وجود فريقه.. فالتكافؤ في خطوط الفريقين سيُرجح طرفاً على الآخر.. التعامل الذكي من المُدربين.. وسحب أدوات التفوق من الفريق المُقابل.. من خلال التكتيك الذي يرسمه.. وتغيره حسب ظروف المُباراة وأحداثها.. بعقلانية وبذكاء.. فالنجاح لا يتوقف على خطة اللعب وتعليمات قبل المُباراة.. إنما التفوق بالدرجة الأولى يأتي من خلال التعامل مع ظروف اللقاء.. وبتكتيك يتبدل حسب ظروف اللعب..!
وأخيراً، عشمنا كبير في نجوم الفريقين.. بتقديم نهائي يليق بكرتنا.. ويليق بتاريخ وعراقة الهلال والنصر.. وأن يكون اللقاء رائعاً بحجم روعة المُناسبة.
ضربة البداية..!
عندما يُريد اللاعب (الكشف) عن شجاعة الحكم من عدمها.. ومدى جديته في تطبيق القانون.. فإن ذلك لا يتطلب أكثر من الدخول بعنف على أقدام اللاعبين.. في الدقائق الأولى من المُباراة..!
إن طبّق الحكم القانون.. وتعامل بحزم مع الحالة الأولى.. صدقوني فإن حالات العنف لن تتكرر.. وستختفي نهائياً.. أما إن تم تجاهلها.. وغض الطرف عنها.. فإن الغارات الخطرة ستتواصل؛ لأن اللاعبين اكتشفوا (ضعف) الحكم..!
والحكم (الهذلول) الذي أدار لقاء الهلال بالاتحاد من الحكام الذين أجروا له لاعبو الاتحاد (اختباراً) مُبكراً، كشفوا من خلاله ضعفه وعدم قُدرته على التعامل مع الحالات الخشنة.. وأنه دخل اللقاء بمعنويات مهزوزة.. ونفسية مُضطربة..!
تغاضيه عن الدخول (العنتري) لفهد المولد.. الذي كان في الدقائق الأولى.. هو الذي جعل لاعبي الاتحاد يتمادون في خشونتهم.. والنتيجة الكبيرة التي حققها الهلال لو جاءت مثلاً في الشوط الأول لشاهدنا حالات ربما كانت ستصل لكسر أقدام اللاعبين..!
آخر الكلام
تفريط التعاون بلاعب مثل الكيني ديفيد يُعد خسارة قد لا تُعوَّض؛ فمن الصعب الحصول على بديل يُماثله في المهارة والأداء. ولعل التجربة التعاونية السابقة حينما تم إلغاء عقد الأردني أبو هشهش، والفشل في جلب البديل، تجربة تُغني عن التذكير..!