جاسر عبدالعزيز الجاسر
عند قبر من وضع مصير الشعوب الإيرانية في أيديهم تفجر خلاف ورثة خميني، ولم يحترموا قبر كبيرهم الذي أورثهم حكم إيران، فطغى على خطبهم التوعد والتهديد من بعضهم لبعض.
والقصة.. تجمَّع ملالي إيران عند قبر كبيرهم في ذكرى وفاته لتندلع الخلافات بين من يسمونهم بالمحافظين والمتشددين والتيار الذي يميل للإصلاحيين، وعند قبر خميني أثار المتشددون ضجيجاً بلغ حد الفوضى بصياحهم (لبيك يا سيد علي) ويقصدون علي خامئني مرشد النظام، مرددين شعار (حكومة التدبير عليك بالبصيرة)، غامزين إلى حكومة حسن روحاني الذي يطرح شعار التدبير وهو شعار يناقض حكومة الرئيس السابق أحمد نجاد.
حسن روحاني كان جالساً في الصف الأول من الصفوف التي التفت حول قبر خميني وإلى جانبه حسن خميني حفيد كبيرهم والشيخ هاشمي رفسنجاني، وبالطبع كان يرأس حفل تأبيين خميني وريثه الأكبر علي خامنئي.
تنابز الخطباء وكيد بعضهم لبعض عند قبر كبيرهم جذب انتباه المشاركين من الأجانب والمحليين، فبالإضافة إلى هتافات المتشددين رد من يتهمونهم بالمنافقين على تلك الاتهامات بأنها عادة أصبحت ملاصقة لمن يريدون فرض آرائهم بقوة الباسيج والحرس الثوري؛ فحفيد خميني (حسن) الذي كان المقصود بهتاف (الموت للمنافق) قال كذلك تكررت هذا اليوم في إشارة إلى ما حصل في العام الماضي حيث قاطع هؤلاء المتظاهرون كلمة حسن.
هذه الجماعات التي تتشكل من الباسيج وهم يكررون نفس اتهامات غلاة المتشددين الذين يؤكد المطلعون على الأوضاع في إيران بأنهم يحظون بدعم من خامنئي لإضعاف خصومه، ولهذا فقد تركزت على هاشمي رفسنجاني الذي يرى فيه علي خامنئي أكثر ورثة خميني تهديداً لنفوذه، ويتذكر خامنئي، كيف اقترح رفسنجاني انتخاب قيادة لحكم إيران بدلاً من تكرس كل السلطات بيد مرشد الثورة.
ويقول في هذا السياق محي الدين حائري شيرازي عضو مجلس الخبراء في حديث أجراه مؤخراً مع وكالة فارس اليوم، أن رفسنجاني خاطب أعضاء مجلس الخبراء المنوط به اختيار خليفة لخميني بعد وفاته طالباً الاختيار بين تشكيل مجلس قيادة للبلاد أم التصويت على قائد واحد، وذكر حائري أن نسبة الأصوات كانت مؤيدة لتكريس قائد واحد وهو علي خامنئي الذي حصل على أصوات أكثر من خيار تشكيل قيادة مجلس أعلى، ومع أن رفسنجاني ظل خلف خامنئي دائماً ولم يجهر بمعارضته إلا أن المحسوبين على علي خامنئي دائماً يرون فيه خطراً يهدد المرشد، وبالتالي فإن كل من يقف رفسنجاني إلى جانبهم ينالون غضباً من هذا التيار الذي يصنف الذي دائماً ما يجد السبل لإزاحة من لا يدينون بالولاء المطلق لعلي خامنئي، وحذر هاشمي رفسنجاني من تكرار سيناريو إنتخابات عام 2009 حيث رفض مجلس الخبراء الكثير من المرشحين بسبب عدم ولائهم المطلق لولاية الفقيه، وقد أقر أحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور بأن الانتخابات المقبلة في شباط - آذار المقبل ستشهد رفض الكثير من المرشحين لعدم انطباق توجهاتهم السياسية مع قيم ولاية الفقيه، وأضاف: إننا لن نسمح بتسرب ونفوذ شخصيات إلى مؤسسات النظام لا تؤمن بولاية الفقيه.